توفيق ابو شومر كاتب رائع ومميز

0
483


كتب هشام ساق الله – منذ سنوات وأنا أتلقى من هذا الرجل الرائع الكاتب والخبير بالشأن الصهيوني توفيق أبو شومر ايميلات اقرأها واستمتع بما يكتب وأيام كنت أقوم بإعداد نشرة الراصد اليومي كنت اقرأ مقالاته بانتظام في صحيفة القدس العربي كانت معظمها تصلني منه على شكل ايميلات دائما وكنت استمتع بترجماته للشأن الصهيوني فهو يلتقط ما لا يلتقطه احد .

أهمية ما يترجمه أبو شومر انه يلتقط من بين كم هائل من الصحف الصهيونية أشياء لا يتم ترجمتها عاده ولا تعطى الأهمية الكبرى فهو يلتقطها ويترجمها ويعطيك خلفيات عنها بشكل رائع على الرغم من إني أتابع الترجمات الصهيونية باستمرار وانتظام ومنذ سنوات طويلة ولكن هناك نكهة خاصة لما يترجمه العم أبو هاني .

تعرفت عليه بداية السلطة الفلسطينية حين كان مدير عام المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام الفلسطينية والتقيه بكل مناسبه وطنيه فهو رجل نشيط دائم الحركة وأتابع نشاطه المتميز عبر ندوات فكريه وأدبيه ادعى لها وكانت تجمعنا دائما اجتماعات لجنة الإعلام في حركة فتح فهذا الرجل نشيط ولا يترك مكان إلا ويكون فيه ليعطي خبرته الرائعة والمتميزة .

هذا الإعلامي المتميز العم أبو هاني يستحق التكريم والتقدير على كافة المستويات فهو عمله نادرة يتوجب الاستفادة منه ويتوجب نشر كافة ترجماته ومقالاته بكل مواقع الانترنت لأنها تحمل مضامين رائعة وتحليلات حتى لو كانت مختصره أتمنى له الصحة والعافية ومواصلة نشاطه الدائم إن شاء الله .

لفت انتباهي القصة التي تحدث عنها في رسالته الأخيرة التي وصلتني من أيميله الشخصي والتي هي بعنوان قصة أبو جريبان وغروسمان والتي أظهرت بربرية الكيان الصهيوني بالتعامل مع مصاب فلسطيني حتى ولو كان متهما بالعلاقة مع المافيا كما تتهمه قوات الاحتلال الصهيوني فالقضية التي طرحها قضيه هامه يتوجب اهتمام كافة وسائل الإعلام بها وعرضها حتى يعرف العالم بربرية هذا الكيان المجرم، أود أن انشر القصة كاملة كما كتبها الأخ المناضل الكاتب توفيق ابوشومر .

قصة أبو جريبان وغروسمان

كتب توفيق أبو شومر :

إنها قصة شجية، كان مفروضا أن ينشرها أهلها، وكان مفروضا أن يوزعوها، ويستفيدوا منها، ويستغلوها في معركة نضالهم الوطني، غير أنها قصة روتها أقلام إسرائيلية بارزة،ورددتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أكثر من وسائل الإعلام الفلسطينية للأسف!!

إنها قصة الظلم والطغيان، قصة الطاغية المستبد، وقصة المظلوم المضطهد!

إنها قصة الشاب الفلسطيني الذي عاش مشردا في رفح وضاقت به الحياة فقرر مغادرة رفح ليعيش فيما تبقى من أرض أجداده، متسللا غير قانوني وفق القانون الإسرائيلي!

إنه الشاب عودة أبو جريبان الذي تعرض لحادث سيارة مروع في أحد الطرق الإسرائيلية في شهر مايو 2008 ، فنقل فاقدا الوعي إلى المستشفى للعلاج، وكانت حالته خطيرة، وحيث أنه بعيدٌ عن الأهل والخلان فلم يتعرف عليه أحد، ولما استعاد بعض قدراته اكتشفت الشرطة بأنه فلسطيني، فصار مريضا مقيدا بالسلاسل في مستشفى شيبا ببئر السبع، ولم يتمكن الموساد من إلصاق أية تهمة له سوى أنه من لصوص السيارات، وهو في حالة فقدان للوعي بعد أكثر من عدة شهور، ويحتاج إلى علاج طبيعي، فاتصل المستشفى بالشرطة لتنقله من المستشفى، لأنه يحتاج إلى مكان آخر لإكمال العلاج!!

جاءت دورية الشرطة لتنقله من المستشفى، وحيث أنه كان لا يستطيع المشي أو التحكم في حركات رأسه، فقد أخذوه في سيارة الشرطة مصحوبا بثلاثة حراس، وهو بلباس المستشفى ويحمل معه أوعية التغذية الوريدية، ثم ألقوه في أحد الطرق الخالية ليموت من الجفاف بعد وقت طويل!!

اكتشف الجثة أحدُهم بالصدفة بعد شهور من الحادثة، وأبلغ الشرطة!

بعد نشر الخبر وانتشار هذه الفضيحة اضطرت الشرطة لإجراء تحقيق حول الموضوع، فبرَّأ التحقيق شرطيا من الثلاثة وأدان اثنين شفويا، وانتهتْ القصة ، أو أُغلق ملفها، إلى أن تناولتها الصحف من جديد!!

نشرت بعض الصحف الفلسطينية الخبر بلا تعليق، غير أن القاص والروائي الإسرائيلي دافيد غروسمان كتب أنطلوجيا على شكل مقال أدبي عن هذه الحادثة يوم 27/2/2012 في صحيفة هارتس قال:

“قرأتْ قصة عودة أبو جريبان في الصحافة وأنا ألهثُ وأحبس أنفاسي، وأتساءل: كيف حدث هذا؟!!عمر معه ثلاثة من شرطة إسرائيل ، ماذا كانوا يفعلون به؟هل طرحوه في السيارة في طريق رقم 45 ووضعوه تحت أرجلهم، أم كان يجلس على كرسي؟ هل كانوا يتحدثون معه، ماذا فعلوا عند حاجز مكابيم العسكري، بين عوفر ومستوطنة عطيروت عندما أوقفوا السيارة؟

هل أجبروه على الوقوف وهو لا يستطيع ، أم سحبوه؟ أم أنه تمكن أن يسير على غير هدى، أم أنه أبعدوه عن الإسفلت ثم انطلقوا هاربين بعيدا؟! وماذا فعل عمر أبو جريبان بعد ذلك هل استطاع أن يقف على قدميه، أم أنه جلس القرفصاء في انتظار حتفه، أم أنه صرخ مستنجدا … يا الله ماهذه البشاعة؟!! لقد كان أخوة محمد أبو جريبان صادقا عندما علق على خبر موته فقال:

ألقوه للكلاب…!!

إن من يفعل ذلك هو من الحفنة الشاذة ،التي لا تكترث حتى بإلقاء شعبٍ كاملٍ للكلاب”

انتهى الاقتباس من مقال دافيد غروسمان.

تذكرتُ قصة فيلم للمخرجة الإسرائيلية اليسارية ( نوريت كيدار) والفيلم بعنوان [ العُزلــة ] عرض هذا الفيلم عام 2004 في إسرائيل ، والفيلم الوثائقي، قتل بعد العرض مباشرة كما قُتلتْ أفلامٌ وأفكارٌ حُرَّةٌ عديدةٌ ، ويكونُ لنا نحن- في الغالب – دورٌ (غير مرئي) في هذا القتل حين نتجاهلُ هذا العمل ، ولا نسعى للاستفادة منه بحجة أن الفيلم إنتاج [ إسرائيلي] حسب القول الفلسطيني المأثور [ كلُّ الإسرائيليين سواء] !

يصوِّرُ الفيلم قصة [ الجنود الإسرائيليين ] الذين يُكافأون على قتل الفلسطينيين بإجازات أو مكافأت مالية ، وهو تحقيق واقعي ، ويحتوي الفيلم على شهادات حقيقية ( تُثيرُ الفزع ) ! ومن ضمن الشهادات شهادة الجندي (شلومي) 22 عاما الذي يصف واقعة قتل شابٍ فلسطيني:

” رأيته بالمنظار .. أطلقتُ عليه النار شاهدته يقفز عاليا ثم يسقط أحسستُ بأني ( الله) ! شعرتُ بالفحولة … إنها متعةٌ تشبه تعاطي (الأدرينالين ) وتشبه متعة (الجنس) وفي المساء أشعلتُ سيجارة ، وجلستُ أشاهدُ جنازته في قناة الجزيرة ”

“أما الجندي ( غاي) فهو من المتدينيين يقول : ما قمنا به هو بأمر الله ، لأننا شعبُ الله المختار ، أما الجندي (رون) فهو يفتخر بعدد الذين قتلهم من الفلسطينيين ، وهو يضعُ على بندقيته علامة (X)بعدد القتلى الفلسطينيين ويفخر بلقبه القاتل (كيلر) ! “عن صحيفة كل العرب 13-8-2004م

استدراك أخير

(تحيي دولة إسرائيل اليوم الأول من شهر مارس 2012 ذكرى استشهاد 650 جنديا ممن لا يُعرف مكانُ دفنهم، وبهذه المناسبة أصدر رئيس الدولة عفوا عن عدد كبير من السجناء الإسرائيليين، من ضمنهم سجناء قتلوا فلسطينيين…. وكل عام ودولة إسرائيل بألف ألف ألف خير!!)

سيرة ذاتية للكاتب توفيق أبو شومر
ولد في فلسطين عام 1947
هُجّر إلى غزة عام 1948 ، ودرس في مدارس غزة .
سافر إلى مصر عام 1963 والتحق بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية بكلية الآداب.
حصل على شهادة الليسانس في الآداب في دورة يونيو 1967 ، ولم يتمكن من العودة إلى غزة حيث يعيش الأهل.
عمل في الجزائر وليبيا والسعودية مدرسا وموجها تربويا
تولى في الجزائر الإشراف على تطوير المناهج التربوية لتدريس مادة اللغة العربية من عام 1968- إلى عام 1973 .
كتب في الصحف الجزائرية الشعب وآمال الأدبية والمجاهد ، بشكل دائم .
كتب في صحيفة اليمامة والجزيرة السعودية زوايا تربوية متعددة ، منها من مفكرة مدرس .
عاد إلى غزة في إطار جمع شمل العائلات عام 1990 .
عمل منسقا لطاقم الثقافة والفنون عن قطاع غزة وكان يتبع بيت الشرق بالقدس عام 1993 .
عمل سكرتير تحرير جريدة الشروق الغزية ، وكان كاتبا دائما في مجلة البيادر السياسي ومجلة البيارق والمنار والقدس
عمل في وزارة الإعلام الفلسطينية منذ تأسيسها مديرا لدائرة المطبوعات والنشر .
عمل مستشارا إعلاميا وثقافيا للتوجيه السياسي والوطني .
كتب في كل الصحف الفلسطينية الصادرة : الأيام والحياة الجديدة والقدس.
شارك في دورات إعلامية عديدة أبرزها دورة في إذاعة دوتشي فيلا في كولن بألمانيا ، ودورة في الهيئة المصرية العامة للاستعلامات .
له العديد من الدراسات غير المنشورة عن التربية والإعلام.
عمل محاضرا في جامعة فلسطين قسم الإعلام .
أصدر الكتب المطبوعة التالية :
1- (هدير وعناكب ) رواية 1990.
2- (التخريب المنظم للتعليم) دراسة تربوية تحليلية عملية لواقع التعليم في ظل الاحتلال الإسرائيلي 1992.
3- (أنابيش) سلسلة مقالات ساخرة 1994 الجزء الأول .
4- (مختارات من مختاراتي) الجزء الأول ، وهو مختارات ثقافية من أكثر من مائة كتاب ” طُبع ثلاث طبعات. الأولى 1996.
5- الصحافة في وكالات الأنباء لجون كورد واين .. مراجعة الترجمة والتدقيق 2001
6- ( الصراع في إسرائيل) دراسة في فسيفساء المجتمع الإسرائيلي ، الطبقية والحزبية والعرقية . طُبع ثلاث طبعات ، الأولى 2006
7- رواية (الصبي والبحر) الجزء الأول من ثلاثية جنون الجذور 2007.
8- رواية (بشير وعاموس) الجزء الثاني من ثلاثية جنون الجذور 2009 .