كتب هشام ساق الله – لم تشهد حركة فتح فتره تعاني فيها من قمع وإرهاب فكري في حياة كادرها منذ انطلاقتها حتى الان فقد كانت مساحة الحريات داخل الحركه وقول ما يريده كادرها في أي مكان و مناسبه وزاويه وكانت تتقبل الحركه النقد من غير الفتحاويين والعرب والمسلمين وكل من يدلوا بدلوه في أي قضيه .
كنت في زيارة واجب العزاء للاخ المناضل زياد شعث عضو الهيئه القياديه العليا في قطاع غزه الخميس الماضي لوفاة والده رحمه الله في مدينة رفح وشاهدت هناك عدد كبير من ابناء الحركه منهم من لم اره منذ سنوات طويله وجاء للتسليم عليه اخ احترم واعز واجل منذ زمن بعيد وسلم علي بحراره وقال لي متى سيتم تحويلك الى النائب العام وقال لي انه يتابع ما اكتبه من مواضيع على مدونة مشاغبات سياسيه فضحكت وقلت له انا اكتب رايي وامارس قناعاتي .
قالها لي اخي في الحركه وهو يلمح الى ما اوردته وسائل الاعلام بشان تحويل عضو المجلس الثوري لحركة فتح الاخ توفيق ابوخوصه حول ماكتبه من مقالات انا لا اريد ان اتحدث عن واقعه بعينها ولكني اريد ان اتحدث عن جانب وهامش المساحه المسموح فيها بالتحدث بكل مواضيع في حركة فتح سواء على وسائل الاعلام او في الاجتماعات التنظيميه بكل المستويات فيها .
الكوادر التنظيميه في حركة فتح وخاصه في قطاع غزه يعانون من حاله من القمع الكبيره في صفوف الحركه من قبل اللجنه المركزيه لحركة فتح وخاصه اللجنه الثلاثيه المشرفه على العمل التنظيمي ومن الهئه القياديه العليا للحركة التي تتابع وتتعقب انصار المفصول من اللجنه المركزيه لحركة فتح محمد دحلان وتريد ان تصفي خلافات الماضي من خلال اجراء تحقيق والتلويح باعفاء هذا وذاك في التكليفات القادمه لكل اقاليم القطاع فلم تشكل الحركه منذ ان عرفتها حالات تحقيق مع كوادر ومراجعه مثلما شهدته الفتره الاخيره .
سيل الدعايات التي تنشرها هذه المستويات القياديه في القواعد التنظيميه عن تصنيف الكادر وتدفع مستقبلا الكادر للاصفاف انتقاما من إقصائه بتهمة الحجر الفكري مع هذا او ذاك يضيق من مساحة الحريات الفكرية في داخل الحركه بوالنهايه مطالب الكادر بدفع رسوم اشتراك واتمنى ان يتم رفع ردود الكادر عن تلك الاشتراكات التي يتم طرحها في ظروف صعبه ومرحلة جذر تعيشها الحركه .
الغريب ان احد اللجنه المركزيه لحركة فتح اعترف بهذا القمع الفكري والحجر عليهم هم انفسهم بداخل اللجنه المركزيه فلا احد منهم يستطيع ان يعبر عن وجهة نظره المعارضه سواء بالاجتماعات او بوسائل الاعلام حتى تبدو الصوره جميله بدون معارضه .
منذ ان انطلقت حركة فتح وهناك معارضه في داخل الخليه الاولى واقول لا تتوافق ولا ترضي الشهيد الرئيس القائد ياسر عرفات حتى من اقرب المقربين لديه ومساعديه ولكن كان بالهايه الجميع يخرج على انهم موقف وراي واحد المعارض للخطوه التي تم حسمها بالتصويت داخل الاطار يصبح اكبر المؤيدين لهذه الخطوه هكذا الديمقراطيه التي كانت تسود .
اما ان لا يسترجي احد بالحديث عن وجهة نظره وموقفه والكل يجلس خائف لا يتحدث حتى لا يقال عنه انه من هذا التوجه اوذاك ان ابدى وجهة نظر معارضه للاطر التي تسمي نفسها شرعيه فهي شرعيه بفتح مساحات الحريه في النقد والنقد الذاتي البناء وبالنهايه الالتزام بموقف تنظيمي واحد يجمع الكل خلفه .
الكل يترقب وينتظر وساكت وصامت ولا يدلي بدلوه باي موضوع كان فهو متهم ان تكلم ومحول على لجنة للتحقيق وان صمت فانه يتحدث بدوائره المغلقة والصغيرة بالهمس لمن يثق فيهم وان خرج الامر من هذه الدائره فانه قد يتم فهمه فهما خاطىء ما هذا القمع الفكري والحجر على ابداء الاراء والافكار ومحاربة الناس بقوت عيالهم وقطع الرواتب والتحويل على اللجان هذا بالتاكيد ديدن ونهج الضعيف الذي يعمل نتمنا ان نعامل بحركة فتح معاملة كوادر التنظيمات الاخري بالاستماع الى ارائهم واقوالهم ومعارضتهم وسعة الصدر في التعامل معهم من قبل كل المستويات القياديه الفلسطينيه .
سنظل نكتب ونكتب ونقول وجهة نظرنا التنظيميه وفي كل القضايا سنظل ننبه ونحذر حتى لو فعلوا ما يفعلوا فمواقع حركة فتح لا تقوم بنشر مقالاتنا وينشروا فقط ما يحلوا لهم ويعزز روايتهم سنظل نكتب ما نريد وننشر ما يحلوا لنا مع احترامنا لكل الشرعيات التنظيميه وكل القيادات الحركيه ولن نكون في جيب احد مهما كان ولن نسجل اننا في حسبة هذا او ذاك نحن فقط حسبة حركة فتح .