هل لازلتم تذكرون نشرة الراصد الالكترونية اليومية

0
464


كتب هشام ساق الله – هل لازال احد يذكر النشرة اليومية التي كنت أصدرها كل يوم مع بداية كل يوم جديد وبدون توقف في الاعياد والمناسبات الوطنيه والخاصه وكانت تحتوي على كل ما قيل من اخبار وتقارير ومقالات حول الوضع الفلسطيني الداخلي والمحيط العربي وخاصة دول الطوق ومتابعة الشان الصهيوني في نشره استمرت لفتره تجاوزت الخمسة سنوات ونصف .

في هذا اليوم 27/2/2005 استقر تفكيري ورايي على اصدار نشره الكترونيه تلخص الموضوع الفلسطيني والشان الداخلي والعربي المحيط لفلسطين بنشره بداتها بانتظام من خلال جهاز كمبيوتر صغير وخط انترنت انتظمت هذه النشرة في أحلك الظروف حتى غدت نشره متكاملة وصلت صفحاتها اليوميه الى اكثر من 500 صفحه بعض الاحيان .

هذه النشره التي كانت حياديه ونوعيه بشهادة كل من كانت تصله بشكل يومي فقد كانت توزع عبر الايميل لأكثر من ستة ألاف شخص سواء من الصحافيين ومراكز الابحاث العربيه والمحليه ومركز حقوق الانسان وكثير من السياسيين والمهتمين توثق الحدث الفلسطيني بكل محتوياته المفرحه والمؤلمه .

رغم انقطاع التيار الكهربائي المستمر على قطاع غزه وضعف في خطوط الانترنت تم التغلب عل كل هذا العوائق والموانع وواصلت النشره اصدارها وخاصه في الحرب على قطاع غزه عام 2007 حين انقطع التيار عن منطقتي في حي الدرج لمدة 18 يوم بشكل متواصل وخراب ماتور الكهرباء الشخصي مما اضطرني مواصلة إصدار النشرة بذهابي الى بيت صديق قريب مني وإصدارها بانتظام بهذه اللحظات العصيبة من القصف والقتل التي مارسته قوات الاحتلال الصهيوني .

اضافه الى الاف الرسائل التي كنت ارسلها بشكل خاص وعام لمجموعه كبيره من المهتمين وتوزيع بيانات مراكز حقوق الانسان والتنظيمات الفلسطينيه بغض النظر عن توافقي معها وخلافي التزاما مني بعرض الراي والراي الاخر وكذلك دعم قضية شعبنا الفلسطيني .

الاعداد الخاصه بنشرة الراصد الالكترونيه اليوميه منذ صدورها حتى تاريخ 20/8/2010 يوم توقفت كلها احتفظ فيها للأرشيف الخاص بي واعتز بتلك الأعداد جميعا فهي تجربه غير مسبوقه على الصعيد الفلسطيني والعربي باصدار نشره يوميه الكترونيه تشابه الجريده اليوميه وتوزع بدون أي مقابل مادي وبانتظام شديد وبدون ان يحصل مصدرها على أي موازنه او دعم او تاييد او على الاقل مدح من الجهات الرسميه في هذا الوطن .

نشرة الراصد الالكترونيه اليوميه هو انجاز اعتز فيه وافخر اني قدمته وسياتي اليوم الذي سيتم تكريم هذا العمل والجهد الكبير الذي قمت فيه خلال الفتره الطويله من العمل واتمنى ان يستفيد منه الجانب الاكاديمي في يوميات قطاع غزه التي لازلت اقوم بعمل ارشيف فيها واحتفظ بكل تلك اليوميات .

ماتت نشرة الراصد الالكترونيه اليوميه ولكنها اثبتت انه بالامكان العمل بدون أي دعم يذكر ان توفرت النوايا الصادقه والابداع عن أي شخص مخلص ويمكن ان يكون هناك عمل تطوعي ممتد لسنوات طويله بدون كلل او ملل وبدون ان يتوقع الشخص أي عائد مالي على جهده الذي كان يستمر كل يوم لاكثر من 14 ساعه يوميا تمتد على مدار اليوم الواحد .

ماتت الراصد الالكترونيه اليوميه ولم يعد احد يتذكرها وما يعوضني عن فقدانها اني انجبت فكره اخرى اسميتها مشاغبات سياسيه اشغلت وقتي وجهدي وفكري فيها وهي لايقل عن وجهدي الاول واتمنى بالاستمرار والابداع دوما وخدمة وطني وشعبي وممارسة قناعاتي التي اؤمن بها وافكر بها بشكل مجاني ودون ان اتوقع أي عائد مالي او غيره من هذا العطاء الذي اقوم به .