رحم الله الحاجة أم سفيان الخروبي المراه المجاهدة المثابرة اسكنها الله فسيح جنانه

0
482


كتب هشام ساق الله – انتقلت اليوم صباحا الى رحمة الله تعالي المرحومه ام سفيان الخروبي (المزيني ) عن عمر يناهز السابعه والسبعين عاما قضتها هذه المراه في طاعة الله وعبادته ورعاية ابنائها الذين اصبحوا اطباء ومهندسين واحفادها من المتعلمين والمميزين في مسيره طويله قادة عائلته بعد وفاة زوجها العم ابوسفيان رحمه الله في نفس الشهر قبل اثنين وثلاثين عام .

هذه المراه المجاهده المثابره الغير متعلمه والتي ادركت اهمية العلم وتعليم ابنائها فقد توفى زوجها رحمة الله عليه العم ابوسفيان ولم تكن تمتلك اراضي ولا عقارات وكانت فقط تمتلك راتب تقاعدي ولديها في الجامعه ثلاثة ابناء يدرسوا في جمورية مصر العربيه وهي تهم بارسال اخر الى الجامعه ليصبح الجميع اربعه .

هذه المراه الخبيره بادارة الازمات استطاعت ان تخرج جيل من المهندسين والاطباء والخيرين وادارة العائله بعقلانيه وفكر توفيقي يعجز عنه اساتذة جامعات وخبراء في مجال الاقتصاد والسياسه رغم انها غير متعلمه ولكنها عاشت مع رجل متعلم وفهمت معنى العلم والتعليم والحرص على بناء مستقبلهم التعليمي في الجامعات .

تخرج ابنها الاكبر المهندس سفيان والذي عمل في المملكه العربيه السعوديه وبعده تخرج المهندس مروان وعمل في الجماهيريه الليبيه ودخل الجامعه الدكتور عدنان في الجامعات الرومانيه تبعه المهندس عمران في يوغسلافيا لدراسة الهندسه وتبعه الدكتور كنعان لدراسة الطب في يوغسلافيا ثم تبعهم غسان الذي درس تصوير الاشعه في يوغسلافيا وتبعهم ابنها الاصغر سمعان ليدرس الطب في رومانيا .

هذه المراه تتابع ابنائها وبناتها المتزوجات الواحد تلو الاخر وترتب اوضاعهم وترسل لهم كل شيء عن طريق البريد او الزوار لغزه والعائدين الى البلاد التي يدرس فيها ابنائهم وتمكنت هذه المراه الرائعه من تزويج ابنائها جميعا واطمانت على احوالهم وكذلك على ابنائهم واحفادهم وادت المهمه كامله .

امراه رائعه اجتماعيه من طراز فريد تزور كل المرضى في منطقة بني عامر ولا تترك مناسبه الا وتجامل فيها وتمتلك ملكه رائعه في الحديث والقبول فأحبتها كل نسوة بني عامر وبقيت على علاقه مع ابناء اخيها وعائلتها من عائلة المزيني تزورهم بكل المناسبات .

رحم الله ام سفيان الخروبي هذه المراه التي عانت في الايام الاخيره لحياتها فقد ادخلت غرفة العنايه المركزه منذ شهرين تقريبا وتحسن الوضع الصحي وساء بين فتره واخرى ولكنها اسلمت روحها الطاهره للعلي القدير صباح اليوم .

تم تشيع جثمانها الطاهر في المقبره الشرقيه على الحدود مع فلسطين التاريخيه بعد ان صلى في المصلين بالمسجد العمري الكبير حفيدها الشيخ باسم حجازي في مسيره حاشده شارك فيها الاهل والاصدقاء والجيران فأبنائها واحفادها جميعا يمتلكون علاقات اجتماعيه ويجاملون اصدقائهم دائما في كل المناسبات .

رحم الله هذه المراه المجاهده التي اسلمت روحها لله العلي القدير بعد رحلة كفاح طويله انجزت فيها كل مهامها بتخرج ابنائها وبناتها جميعا واصبح احفادها اطباء ومهندسين وجزء منهم لازال يواصل مسيرة ابائهم .

انا لله وانا اليه راجعون ونتقدم بالتعازي الحاره الى أصدقائنا المهندس سفيان والمهندس مروان والدكتور عدنان والدكتور كنعان والمهندس عمران والفني تصوير اشعه غسان والدكتور سمعان وكذلك كل كريماتها وانسبائهم وال المزيني الكرام واسرة حارة بني عامر في حي الدرج بمدينة غزه .