الذكرى الثامنة لاستشهاد البطل محمد احمد حلس

0
484


كتب هشام ساق الله – يصادف غدا الحادي عشر من شباط ذكرى اجتياح الكيان الصهيوني لجزء من حي الشجاعيه قبل ثماني سنوات حيث خرج كل مقاتلي شعبنا الفلسطيني عن بكرة أبيهم لملاقاة الغزاة الصهاينه ويومها وقعت معركه كبيره استشهد على اثرها عدد كبير من مقاتلي شعبنا الفلسطيني وكان منهم محمد احمد حلس الطالب الذي حمل البندقية بدل الكتب وتوجه للمعركة بدلا للمدرسة وقضا شهيدا الى جنات الخلد ان شاء الله .

هذا الشاب اليافع الذي كنت التقية حين ازور والده القيادي في حركة فتح الأخ احمد حلس حين كان يتولى مسؤولية الحركه في قطاع غزه فقد كان هذا الشاب خجولا يحترم كل زوار والده وحين استشهد شاركنا بحضور جنازته وشاركنا بعزائه فقد استشهد بذلك اليوم الاغر عدد كبير من الشهداء من مختلف التنظيمات الفلسطينية فلم يكن رصاص الاحتلال حينها ولازال يفرق بين حمساوي وفتحاوي فكل شعبنا هدف لجنوده .

اردت ان اذكر شعبنا وابناء حركتنا بأحد إبطاله الميامين الذين قضوا على مذبح الحرية دفاعا عن وطننا الفلسطيني ودفاعا عن قضيته العادلة في اشاره مني بالاعتزاز بكل الشهداء والمناضلين من ابناء شعبنا الفلسطيني ولنترحم جميعا على هذا الشهيد البطل محمد احمد حلس وكل الشهداء الابطال الذين قضوا في معارك البطوله والشجاعه .

ولقد اخذت جمله من الفقرات من مدونة الكاتب ماجد ياسين التي وثقت الحدث ” لم تتمكن والدة الشهيد محمد حلس 17 عاماً، من مشاهدة ابنها في الأيام الأخيرة من حياته، ولم تتمكن من رؤية ولدها محمد قبيل استشهاده، ولا حتى في اللحظات الأخيرة من اليوم الذي فاضت فيه روح ولدها الشهيد محمد إلي بارئها الأعلى مع عدد من زملائه من أبناء الحي الذي يقطنه ” .

كان الشهيد محمد أحمد حلس على موعد مع الشهادة صبيحة يوم الأربعاء 11/2/ 2004 هذا اليوم الذي كان شاهدا على جريمة جيش الاحتلال الصهيوني، والتي راح ضحيتها ستة عشر شهيدا إضافة إلى عشرات الجرحى غالبيتهم من أبناء حي الشجاعية الذي اجتاحته مجنزرات قوات الاحتلال المدعمة بالطائرات المروحية.

كان أبناء حي الشجاعية حاضرين كما كان كل أبناء مدينة غزة يؤمون عرس الشهادة للفتى المسجى على نقالته من مستشفى الشفاء بغزة بانتظار قبلة الوداع من والدته التي كانت في زيارة لشقيقته في مصر والتي أصرت وتوسلت بان لا تحرم من الوداع الأخير لمحمد.

لم يكن أبناء حي الشجاعية الفرسان هم وحدهم الذين هبوا للدفاع عن حيهم ولم يكن الشهيد البطل محمد أحمد حلس ذلك الفتى والشبل لوحده في ساحات المواجهات والوغى وميادين القتال لقد كان بجانبهم أبناء شعبهم وهناك في حي الشجاعية توحدت الدماء الزكية، فعلى نفس الأرض التي خضب محمد بدمائه ودماء زملائه الزكية ثراها على نفس هذه البقعة اختلطت دماؤهم بدماء الشهيد هاني أبو سخيلة “الزعيم” القائد في كتائب القسام الذي كان زعيما في حياته وزعيما في مماته إضافة لكونه من الشباب الرياضي المميز في نادي السلام الرياضي ويعتبر “الزعيم” واحدا من أعمدة فريق كرة الطائرة في نادي السلام لقد جاء الزعيم ممتشقا سلاحه من مخيم الثورة جباليا مهد الانتفاضة الأولى جاء هاني للدفاع عن أهله وأبناء شعبه في حي الشجاعية هذا الحي الذي طالما وحدت دماء الشهداء فيه أبناء الشعب الفلسطيني!! وجسد الشهيد محمد حلس و”الزعيم” بدمائهما الطاهرة أسمى معاني الجهاد والكفاح في هذه المواجهة غير المتكافئة مع الاحتلال.

يقول والد الشهيد أبو ماهر حلس “إنه في الوقت الذي ينبغي على ابنه حمل كتبه المدرسية للذهاب إلى مدرسته كان الاحتلال يجتاح أرض حي الشجاعية مما جعل محمد يستبدل كتبه بسلاحه للدفاع عن حيه وأهله.

إبراهيم عبد الكريم شمالي أحد أصدقاء الشهيد محمد قال “لقد كان أخي محمد بجانبي في مقعد الدراسة ودرسنا معا في الصف الأول والثاني الثانوي” وأضاف أن ” الشهيد محمد كان يحب الشهادة، وكانت أكثر الأشياء حبا له أنشودة (فتنت روحي يا شهيد)”.

وقال زميله عبد القادر سليم بأن ” محمد أحمد حلس منذ أن كان شبلا يحب أن يمتشق سلاحه بجانب والده وبجانب المناضلين خاصة في أوقات الإجتياحات ” ويضيف” لقد كان محمد مثالا ويحرص على أداء الصلوات مع الجماعة، وأضاف أن روح الشهيد البطل محمد حلس “ستبقى معنا تذكرنا بأيامه الحلوة، لقد تتلمذ محمد على يد مؤسس كتائب شهداء الأقصى الشهيد جهاد العمارين قبل استشهاده حيث كان مشرفا على دورة عسكرية وكان الشهيد محمد أحمد رموزها وأحد أبطالها المثاليين الشهيد محمد الذي تدرب على امتشاق السلاح هو ورفاقه من الشبان.

وكان الشهيد رياضياً محترفاً ونجماً في لعبة كرة القدم ولعبة الكراتيه و “الكوبودو” “النينجا”، وقد تخرج من عدة دورات عسكرية ساعدته في ارتفاع منسوب لياقته البدنية.

وقال والد الشهيد محمد حلس أبو ماهر أكد في أعقاب موارة جثمان نجله التراب في مقبرة الشهداء بغزة “الحمد لله لقد كان محمد رحمة الله عليه متميزا جدا في كل شيء ” وأضاف والد الشهيد أبو ماهر “لقد كان بطلا رياضيا وكان طالبا متفوقا في مدرسته وكان مواطنا مخلصا أنهى حياته بالشكل الذي أحب”.