قيادة فتح والتعامل مع الأبحاث الاكاديميه

0
682


كتب هشام ساق الله – ابلغني احد أصدقائي الأكاديميين عن المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الباحثين الأكاديميين من الحصول على راي قيادات وكوادر ومسؤولي حركة فتح واستقصاء ارائهم حول قضايا تاريخيه وعلميه تهم البحث العلمي في مختلف الجامعات للحصول على الماجستير باكثر الاحوال او الحصول على الدكتوراه في مصر وبعض الدول العربيه .

وقال لي هذا الاكاديمي الذي احترمه واجله لعلمه واطلاعه التاريخي والسياسي الكبيرين انه كان يعد بحث أكاديمي وانه قام بالاتصال بعدد من كوادر وقيادات حركة فتح وخاصة المسئولين منهم بعد معاناة الوصول والحصول على أرقام جولاتهم الخاصه وإرسال الاسئله لهم وانتظار الاجابات ومتابعة تلك الإجابات اكثر من مره ولكن للاسف لم يتلقى أي رد من هؤلاء القيادات واضطر الى اكمال دراسته بدون موقف حركة فتح بالشكل العلمي الذي يتمناه .

وهذه الشكوى تتكرر مع كثير من الباحثين الذين يتصلون للسؤال مع من يمكن ان يتحدثوا حول قضايا بحثيه يتطلب سؤال مسئولين من ابناء حركة فتح هم عاصروا هذا الحدث او ذاك وسؤالهم حول بعض الحوادث والمواضيع التاريخية والسياسيه ويتعب الباحث بالوصول الى هؤلاء المسئولين وبالنهاية لا يستطيع الحصول على المعلومة الاكاديميه .

في حين ان أي مسؤول من تنظيم يساري في منظمة التحرير او اسلامي لا يجد أي معاناة الحصول على رايه وموقفه والحديث معه مهما كان في وضع مسؤولية فكثير منهم لايكونوا في موقع الحدث ولا اهميه لموقفهم ويتم سؤالهم وبالنهايه يتم اعتماد روايتهم التاريخيه وموقفهم الحزبي وموقف فتح الذي كان يقود الحدث الفلسطيني طوال تلك الحقبة التاريخية غائب بسبب ان المسؤول الفتحاوي المتصل به لايريد ان يتحدث ولايوجد من يلزمه لكي يتحدث .

ينبغي ان يكون هناك دائره من القيادات التاريخيه والتنظيميه لحركة فتح متخصصه بالرد على كل الاستفسارات والابحاث الاكاديميه والتصريح بالمواقف التي تطلب موقف حركة فتح وان تكون الجامعات الفلسطينيه تعرف هؤلاء وتتصل بهم وان تدفع لهم قيادة الحركه مخصصات واموال لكي يجيبوا على هذه الاسئله والاستفسارات التاريخيه لتكون الروايه الفتحاويه حاضره بتلك الأبحاث الاكاديميه التي دائما رواية فتح تغيب عنها .

تلك الابحاث تصبح بالنهايه وثائق تاريخيه يستند اليها الباحثين الذين يأتوا ويبنوا على هذه الرسالة الاكاديميه وبذلك تكون حركة فتح قد غابت عن الحدث بعد سنوات وسنوات وتم الاعتماد على رواية اناس كانوا على هامش الحدث وبعيدين عنهم لتصبح تحليلاتهم واستنتاجاتهم التي يقولونها عباره عن حقائق تاريخيه وربما تختلف عن ماحدث ودائما يشكو الباحثين ويكتبوا ضمن عقبات البحث عدم تعاون قيادات فتح معهم في بحثهم .

لا اريد ان اقول ماقيل لي بان الباحثين الذين تتطلب بحوثهم قياديين من حركة فتح يتخوفون ويضعون أيديهم على قلوبهم بعد ان يقوموا بسلسلة اتصالات ويصلوا لهذا المسئول او ذاك وبالنهاية يصدموا بعدم التجاوب معهم ومع بحثهم وتخرج الرواية اقل من الذي يحب هذا الباحث او الطالب.

لعل اكثر المتضررين من هذا الغياب والتباعد الجغرافي هم ابناء قطاع غزه وصعوبة الحصول على تصاريح لاكمال بحوثهم او اجراء مقابلات صحفيه مع هؤلاء القادة ولايمكنهم التواصل الا عبر الانترنت او التلفون وغالبا فان بعض هؤلاء لا يعرفوا استعمال الانترنت ويضطر الطالب الى متابعة الامر عبر كتابة الموقف على ورق بخط اليد ونقله الى قطاع غزه بطرق مختلفه اما عن طريق تسليمه تلك الاوراق لاحد الزوار الى الضفه او ارسالها عبر الفاكس او بطريقه ما .

كلنا امل ان يتم التعاون مع هؤلاء الباحثين الأكاديميين حتى تتوازن أبحاثهم ودراساتهم التاريخيه والسياسيه بشكل يضمن نقل الرواية كما حدثت بدون أي تحريف او نقل خاطئ او الاستناد الى شخص هامشي كان على هامش الحدث ويفتي بعمق الحدث ومن كان في عمق الحدث يتهرب من الاجابه او التعاون مع هذا الباحث الاكاديمي .