كتب هشام ساق الله – شيع اليوم جماهير شعبنا الفلسطيني في قرية ترشيحا المناضله الكبيره وأقدم جريحه فلسطينيه المناضله الشهيده فاطمة هواري البالغه من العمر 83 عام بعد معاناه طويله مع إصابتها التي اصيب فيها 28 تشرين أول من عام النكبة 1948 من خلال قصف جوي تعرض له بيتها .
وبيت عائلة هواري الذي تعرض لقصف شديد من قبل 3 طائرات إسرائيلية، أسفر عن استشهاد زوجة شقيقها وابنها وزوجة عمها، وجدتها، وأولاد عمها الأربعة، وزوجة خالها وابنتها، أما هي فقد تم إنقاذها من تحت الردم، ونقلت إلى لبنان حيث عولجت هناك وعادت واستردت عافيتها لكنها بقيت مشلولة حتى وفاتها صباح اليوم.
فاطمة الهواري التي أصيبت بشلل رجليها نتيجة القصف الصهيوني لترشيحا وبقيت تعيش مقعدة حتى يومنا هذا وأن غادرتها إلى لبنان للعلاج وعادت إليها ، حيث أصبحت فاطمة الهواري شاهداً حياً على ما فعله الصهاينة بأهل ترشيحا وأهل فلسطين جميعاً ، وبعد سبعة وأربعين عاماً من سقوط ترشيحا بيد العصابات الصهيونية تُفاجأ فاطمة الهواري بشخصٍ اسمه أبي ناتان يأتي إلى بيته ويطالب بان تسامحه ولكنها رفضت قائله فقالت له “لو سامحتك أنا، فماذا أقول للموتى والمطرودين من ترشيحا، أسامحك عندما يعودوا اهالي ترشيحه جميعا الى الوطن من الشتات والموت “.
وايبي نتان من مواليد ايران العام 1927. امضى القسم الاكبر من حياته محاولا نشر السلام بين اسرائيل والعرب، الامر الذي كلفه السجن مرارا في العام 1966، استقل طائرة سميت “شالوم وان” (السلام) وقام بـ”رحلة سلام” بين اسرائيل ومصر في وقت كان فيه البلدان في ذروة النزاع واعتقلته السلطات المصرية وطردته الى اسرائيل، ثم حاول القيام برحلة مماثلة العام 1967 قبل ان تسجنه السلطات الاسرائيلية وفي العام 1973، قرر انشاء اذاعة مهمتها نشر السلام، أطلق عليها اسم “صوت السلام”. وبعد اخفاقه في الحصول على اذن للبث من الاراضي الاسرائيلية، اخذت الاذاعة تبث انطلاقا من مركب في عرض البحر.
لقد أحسن المخرج باسل طنوس صنعاً عندما قام مؤخراً بإخراج فيلمه الوثائقي عروس الجليل الذي تحدّث فيه عن المناضلة الصابرة ابنة ترشيحا فاطمة الهوّاري التي نجت من الموت المؤكد مرتين خلال قصف قرية ترشيحا بالطيران عام 1948، واصيبت بإصابات بالغة أعاقتها واقعدتها حتى يومنا هذا.
الى جنات الخلد ايتها الشهيده التي بقيت على عهدها طوال تلك السنوات لم يستطع المرض او الالم ان ينسيها قضيتها العائله وشهداء عائلتها فلم تسامح حتى من ندم على فعلته واصبح اكبر داعيه للسلام في كل الكيان الصهيوني .
وقريت ترشيحا وتعني جبل الشيح بالكنعانية. تقع إلى الشمال من مدينة عكا. وتبعد 18 كم عنها تقريبا. وترتفع 615م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها (47428) دونماً قبل الاحتلال. بما فيها أراضي قرية الكابري. وتحيط بها: أراضي قرى معليا، واقرت، وخربة سماح.. تُعد القرية ذات موقع اثري يحتوي على مدافن منقورة وصهاريج وسلم يؤدي إلى عين وبقايا قرية(جعتون) في العهد الروماني. وقد عثر فيها على بقايا معبد كنعاني يعود إلى ما قبل 3500 عام.
استولت المنظمات عام 1950. بالإضافة إلى مستعمرة نهاريا عام 1940 على وادي جعتون..و تشتهر بلدة ترشيحا بالزراعة وخاصة الأشجار المثمرة والزيتون وهي خليط من المسلمين والمسيحيين المتعايشين بكل حب واحترام متبادل وترشيحا آخر معقل مقاوم في فلسطين عام 1948 وقاوم أهلها العصابات الصهيونية ببساله ولكن المحتل الصهيوني ارتكب أبشع المجازر والغارات الجوية بحق أهلها مما دفع أهلها للخروج على أمل العودة القريبة بوعد من جيوش الإنقاذ العربية وهاجر معظم أهلها وكان فيها مجلس بلدي ومخاتير ومدرستان وكان فيها أكبر سوق يأتيه أهل القرى المجاورة للتسوق منه، أما عن طبيعتها فهي تمتلك طبيعة خلابة تتألف من عدة هضبات خضراء ذات نسيم عليل فهي عروس الجليل.