كتب هشام ساق الله –حين وصلني الايميل بتخرج ونجاح الاخ والصديق عبد السميع فوزي الشيخ لم اكن اعرف انه الشاب والصديق الذي شاركني دورة في تاهيل المعاقين اقيمت في مدينة رام الله بمركز خليل ابوريا التابع لجمعية اصدقاء المريض والتي اقيمت بشهر يناير كانون الثاني عام 1993 شاركت فيها انا ومجموعه من الشباب في قرى غرب رام الله .
الاخ والصديق عبد السميع الشيخ هو ابن شهيد سقط برصاص قوات الاحتلال الصهيوني وهو امام مسجد قرية خربثا وقد تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال وامضى فتره في سجون الاحتلال الصهيوني وعمل بعد ذلك منسق لبرنامج التاهيل المبني على المجتمع في مركز خليل ابوريا والتابع لجمعية اصدقاء المريض والتي كانت تموله مؤسسة الديكونيا السويديه وبشراكه مع الاغاثه الطبيه وجمعية اصدقاء المريض في رام الله .
وفي السلطه تم انتخاب الاخ المناضل عبد السميع نائب رئيس التجمع الوطني لابناء الشهداء على مستوى الضفه الغربيه وكنت اتابع اخباره الا ان الاتصال بيننا انقطع رغم اني علمت انه يدرس في جامعة القدس المفتوحه وانهى دراسته الاكاديميه منها ولكني لم اتاكد منه ومن شخصيته الا حين شاهدت صوره بتكريم السفاره الفلسطينيه له في القاهره .
عرفت ان الدكتور عبد السميع هو صديقي الذي عشت معه فتره ثلاثة شهور زرت خلا لها وتعرفت على قرى غرب رام الله التي عملنا فيها في مجال تاهيل المعاقين وهو من كنا نضحك ونمرح ونمارس النقاش السياسي فهو شاب خفيف الظل مرح مؤدب يمتاز باخلاق عاليه وثقافه وفهم سياسي رائع .
وحين قرات موضوع دراسته للدكتوراه وانا اعرف المنطقه وماتم فيها من تمرير الجدار العنصري الصهيوني واعرف ان اخي عبد السميع هو احد النشطاء في هذا المجال ومارس المقاومه الشعبيه منذ طفولته ويعرف ابجدياتها عمليا وميدانيا لم يفاجئني الامر بتاتا وبعد ان اصبحت الان المقاومه الشعبيه تتصدر اوجه النضال الفلسطيني وخاصه بعد انتصار قرى مثل بلعين ونعلين .
اتوجه بالتهنئه للاخ والصديق عبد السميع الذي أعادني بالذاكرة الى سنوات طويله مضت والى حنين لزيارة الضفه الغربيه التي حرمت منها منذ اكثر من احد عشر عام هي عمر الانتفاضه الثانيه ولم استطع الحصول على تصريح لذلك واتذكر معه الاخوات والاخوه الذين عملوا معي في برنامج التاهيل المبني على المجتمع في منطقة غرب رام الله وشاركوني في الدوره الرائعه التي تمت منذ سنوات طويله .
وكانت قد كرمت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، اليوم، الطالب الفلسطينى عبد السميع فوزى الشيخ ، لنيله درجة الدكتوراة بتقدير مرتبة الشرف الأولى عن رسالته التي حملت عنوان ” المقاومة الشعبية اللاعنفية من وجهة نظر فلسطينية ” .
ومن جهته استهل الباحث عبد السميع الشيخ كلمته بتقديم تحياته للسفارة الفلسطينية ومركزها الإعلامي على ما تقوم به من جهد للجالية في مصر ، وقدم للحضور ملخص عام لرسالة الدكتوراة بتساؤلاتها وعينتها وخلاصتها والملاحظات العامة حولها ، موضحا أن الدراسة عنيت بالفترة ما بين 1982- 2009 خاصة وأنه بعد إنتفاضة الأقصى زادت النقاشات القائمة عن جدوى المقاومة السلمية والشعبية اللاعنفية قائلا :”استندت فرضية الدراسة على أساس أن المقاومة الشعبية اللاعنفية هي الطريق الأفضل نحو التحرير واستقلال الدولة واستعنت في بحثي بأدبيات المقاومة الشعبية وأبحاث المقاومة الفردية مما ميز الدراسة تطبيق البحث الميداني المعمق على فئات من الضفة الغربية .”
وأشار د.عبد السميع إلى أن غالبية عينة البحث كانت مع المقاومة الشعبية رغم اختلاف بعض المتغيرات وفقا للمواطنة واللجوء، والحالة الإعتقالية، والحالة الوظيفية، والأيديولوجية، والعمر، والحالة الإجتماعية والإنجاب، وأكد الباحث أن ميزة الدراسة أنها تتزامن مع الحركة السياسية الراهنة في ظل توجه دولة فلسطين لنيل سلسلة من الإعترافات ، وأن هذا يعود فضله على نهج السلطة الراهن بقيادة أبومازن وسيره نحو “مسار اللاعنف ” حين أكد أنه لا عود للكفاح المسلح ، لافتا النظر إلى أهمية التفريق بين المقاومة وشرعية نشاطات المقاومة فكل له تعريفه ومدلوله العالمي .”
وقال د. عبد السميع :” يكفي أن ثورات العالم العربي تؤكد هذه النتائج فخلال 18 يوما تمكن المصريون من إسقاط أحد أكبر رؤساء العالم العربي بثورة سلمية بحتة مما يعني أن هناك معادلات جديدة في العالم، وخرجت الدراسة بتوصيات تؤكد على أهمية المقاومة السلمية الفاعلة والتي تثبت عبر وجود استراتيجية تتوافق عليها كافة فصائل العمل الوطني، فمثلا عندنا “انتفاضات موسمية” في بلعين ولكن للأسف يكثر الأجانب فيها عن الفلسطينيين وبالتالي فهذه لا يجوز تسمتيها مقاومة سلمية مع قلة التضافر الوطني فيها ، وبالتالي علينا أن نوسع دائرة المشاركة الوطنية مما يستوجب خلق وعي مجتمعي ومشاركة جماهيرية وتوعية لوسائل الإعلام، فلكي ننجز في موضوع المقاومة السلمية لا بد من تكامل الفصائل الفلسطينية ؛ فحركة فتح مثلا انتهجت المقاومة السلمية وبدت الآن بذور التغيير من المكتب السياسي لحماس تجاه هذا المبدأ.”
وختم الباحث قوله :” لا يجب أن تتمثل المقاومة السلمية في أعداد صغيرة من الجماهير أو المقاومة فقط من أجل الجدار فلدينا علميا أكثر من 198 أداة نضالية موثقة لكاتب أمريكي للتأثير على الإحتلال ولابد من توظيفها سواء عبر سلاح الإعلام والتأثير الإقتصادى… وكل هذا يتأتى بعد تحقيق التكاتف المجتمعي الفلسطيني في ظل رؤية كثير من الناس أن العامل المسلح هو الخلاص لنا حتى فيما تؤرخه أدبيات الشعراء وفي ظل الغياب غير المقصود لأهمية العمل غير المسلح، وعليه فعلينا أن نبرز إيجابيات العمل المسلح بوجود مسار واضح حتى نكسب مزيد من الإنجازات على مستوياته المختلفة ،وأتمنى أن تصل بالفعل الدراسة إلى أيدي صناع القرار لدينا للوصول لإستراتيجيات وطنية تعمل عليها جيدا، فلو ذهبنا إلى المقاومة السلمية فيمكننا فضح ممارسات إسرائيل، فالمقاومة الشعبية طريق للوصول للحقوق الفلسطينية لو أحسن استخدامها.”