كتب هشام ساق الله – الشبيبة في أي تنظيم هي مستوى شبابي تنظيمي ينقاد بشكل كامل الى قيادته السياسيه وهو ملتزم بكل قراراتها وتوصياتها وتعليماتها ويعمل وفق مسار تحدده هذه القيادة له ولكن في فلسطين وبحركة فتح بالذات هو إطار موازي للقيادة السياسية والميدانية للحركة ينبغي ان تلتزم القيادة بتعليماته .
الشبيبه في فلسطين تسير عكس مسارات الشبيبة باي مكان في العالم تحتج وترفض وتندد وتتقاتل وتتشاجر وتلغي وتقوم بعمل كل مالا يخطر على بال في لعبة التجاذب التنظيمي الداخلي ولكن ان تقوم بدورها الموكل اليها فهو اخر أولوياتهم التنظيمية فلديهم أعباء ومهام وأماني وطموحات تفوق كل التخيلات فهم يريدون ان يكونوا مدراء ووكلاء وزارة وهم في سنة اولى جامعة .
حين التحقنا بالشبيبة بداية حياتنا التنظيمية زمن الاحتلال كان الواحد منا لا يهدا ولا يكن ولا يتوقف عن العمل لصالح المجتمع والنضال ضد الاحتلال الصهيوني وتثقيف ذاته والابداع في التعلم والتعليم والسؤال والمناقشة والتنظير والعمل التطوعي وزيارة الجامعات الفلسطينيه والالتقاء مع منهم أقدم منا واعلم ولديهم تاريخ كنا بحركة دائمة لا يمر يوم الا ويعمل هؤلاء لصالح حركتهم وتنظيمهم وكانوا منضبطين اشد انضباط .
للأسف الشديد مع إعادة تأسيس الشبيبه مره أخرى بعد انتهاء الانتفاضة الاولى تم تسمية الشبيبه باسم منظمة الشبيبه الفتحاويه وكانها اطار تنظيمي اخر ضمن إطار الحركة او متحالف معها وللاسف تم اعتماد الاسم في المؤتمر السادس للحركة حفاظا على توازنات وموقف انتخابي لا اعرف كيف مر وكيف تم ولكن بعد فصل محمد دحلان من عضوية اللجنه المركزيه للحركه وبدء هجوم مضاد ضده وضد تيار مرتبط به ظهرت القضية من جديد بالهيئة القيادية العليا وبتحريض وتوجيه من اللجنه المركزيه ومن يطالبوهم اليوم بتغيير الاسم هم من شاركوا بوضع الاسم وكانوا ينافقوا قيادة الشبيه واسترضائها لدواعي انتخابيه هم اليوم من يريدون تغيير الاسم وتحجيمهم .
الملطوب من بقايا هذا النهج السابق الذي عاشوا أخره ويطمحون بان يعيشوا امتداده مستقبلا ان يعيدوا تصويب أداء الشبيبة من جديد التزاما بانها الذراع الطلابي في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانويه ويتم اعادة الاعتبار للعمل التطوعي والتثقيف التنظيمي والالتزام بالعمل الجاد والدءوب داخل جدران تلك الجامعات والمعاهد والمدارس التي ينتمون اليها ويدرسون فيها .
وبعد انتهائهم من الدوام الدراسي عليهم ان يعملوا في أقاليم ليكونوا داعمين لمجتمعهم المحلي يعملون من اجل بناء حركة وتنظيم سليم لا ان يكونوا فوق هذه الأجسام التنظيمية واعلى منها فالنظام التنظيمي واضح ومبين ويتوجب الالتزام به بشكل كامل .
يتوجب على قيادة الشبيبه ان تصيغ شكلها وتوجهها وعملها وأدائها بمجموعه من النشاطات التنظيمية داخل جامعاتهم ومعاهدهم ومدارسهم والعمل مع المجتمع وبقضايا الشباب اكثر من الاعتراض على المسميات والتوجهات فهم من يستطيع فقط ان يصيغوا كل توجههم بالعمل لا بالاعتراض والبيانات والاحتجاجات بدون ان يسبقوا اعتراضاتهم بتجسيد اعمال على الارض .
وكان قد أكد المكتب الحركي العام لمنظمة الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة رفضه القاطع لتحويل المنظمة إلى مكتب طلابي تحت مسمى جديد ” حركة الشبيبة الطلابية ” ، وقال إياد صافي أمين سر المكتب الحركي لقيادة الشبيبة في قطاع غزة إننا نستهجن وبشدة القرار الأخير الصادر عن قيادة الحركة في قطاع غزة والقاضي بتصغير الشبيبة وسحب العديد من صلاحياتها واقتصارها على مكتب طلابي بعيداً عن العمل الشبابي .
وأوضح صافي إننا في الوقت الذي نرسم فيه خططنا ونعد فيه برامجنا لاستنهاض كوادر الشبيبة وتفعيل الشباب الفتحاوي تناغماً مع الثورات العربية التي قادها الشباب في مصر وتونس وليبيا و … تبلغنا قيادة الحركة في غزة بهذا القرار ـ المرفوض ـ والذي لا يخدم بأي شكل من الأشكال الحركة ولا يعزز من قوتها بل يساهم بشكل سلبي في اضاعف دورها وتهميش كوادرها .