كتب هشام ساق الله – يوم الخميس وبعد صلاة العشاء والجميع يترقب وينتظر وصول مها عبد الناصر فروانه بصحبة والدها الاسير المحرر الباحث والخبير في شؤون الاسرى بعد غياب تسعة شهور كامله امضتها في مستشفى اخلف داخل فلسطين التاريخيه لتلقي العلاج الكيميائي وزراعة خلايا جذعيه اخذت لها من شقيقه عوني الذي امضى معها اربعين يوم في المستشفى اثر اصابتها بسرطان الدم .
جدها المناضل ابوالعبد وجدتها ووالدتها وعمها جمال وزوجته واخوانها امل وساره وعوني ومحمد واولاده عمها عوني وعبد الله وسديل وتاله وهبة والطفل الصغير ايمن جميعا استقبلوها على باب البيت اخبرهم والدها بعد تقبيل اوحضن احد منهم مها وذلك استجابة لتوصيات الأطباء في المستشفى كشرط لخروجها بانجازه لمدة أسبوعين الى أهلها بغزه .
مها سعيده جدا برؤيتة اخوتها وابناء عمها وأعزائها جميعا من الاسره ولكنها لاتخرج من غرفتها الا بوضع كمامه على وجهها خوفا من تطاير أي ميكروب او عدو تنتقل اليها من أي شخص مريض ويؤدي هذا الامر الى تراجع حالتها الصحيه .
التقيتها في غرفه داخل بيتهم بالطابق الارضي وقد عرفتني فور دخولي وذكرتني اني التقيت بها قبل اكثر من عام امام مخبز في مدينة غزه هي ووالدها واني وصديقي أوصلناهم الي البيت وجلست معها والتقطت لها عدد من الصور وسألتها مجموعه اسأله .
هي بنت جميله سمراء خفيفة الظل ذكيه تعج نشاط وحيويه رغم وجود اثار جانبيه على وجهه نتيجة تلقيها العلاج الكيماوي وكذلك عملية زرع الخلايا العجزيه وتلقيه كم كبير من الادويه خلال الفتره الماضيه رغم ذلك فقد رايت في ملامحها ذكاء خارق للعاده عرفت من والدها انها كانت نجمة المدرسه في الاذاعه الصباحية فهي تقول وتكتب الشعر ولديها صوت جهوري جميل ورائع وإذاعي .
جاء اليوم لزيارتها مجموعه كبيره من بنات صفها أصديقاتها العام الماضي من طلاب الصف السادس واحضروا معها مجموعه من الهدايا الصغيره والجميله لصديقتهم مها وامضوا معها وقت جميل ورائع اسعدوها في زيارتهم ووعدوها بزياره اخرى ولقاء قريب في المدرسه بعد انتهائها من العلاج وتماثلها للشفاء ان شاء الله .
مها منذ عودتها الى غزه وقد ملت طعام المستشفيات المسلوق منه وواكل المعلبات واشتاقت الى طعام غزه واكلاتها الشهيه فيه وضعت قائمة من تلك الاطعمه التي اشتاقت لها وتتمناها وقد عزمتني على ان اتناول معها اكلة الكبسه وستتصل بي خلال الايام القادمه وانا قبلت دعوتها ووالدتها وجدتها ام العبد يحضرون الاطعمه التي طلبتها مها مثل الملوخيه والكبسه والمفتول والشاورمه والكباب والكبه وغيرها من الاطعمه التي تحبها .
ومها تتلقى في البيت كورس من العلاج الذي تتلقاه كانت في المستشفى أحضرته معها لكي تواصل عملية العلاج وفق شروط وضعتها إدارة المستشفى كشرط لخروجها بزيارة لللاهل في غزه تم احضار الدواء ووالدها يتابع تلقيها العلاج في ساعته ووقته .
وسألتها هل تغير الوضع عليها بعد ثلاثة ايام من وصولها الى غزه اخبرتني بانها تتابع قراءة مواقع الانترنت وتتابع قناة الام بي سي واحد وهي المحطة العربية التي موجوده في التلفزيون بغرفتها في المستشفى وقالت لي بانها تشاهد الان مجموعه كبيره من محطات التلفزيون وتتصل بصديقاتها من المرضى من ابناء قطاع غزه وتطمئن عليهم .
ومها ملزمه بالعوده الى مستشفى اخلف يوم 27/ من كانون الاول ديسمبر فلديها عوده ودخول الى المستشفى وقد بدا والدها رحلة القيام بإجراءات التحويله من جديد فبدا اليوم بزياره الى مستشفى عبد العزيز الرنتيسي بمدينة غزه لعمل نموذج رقم واحد وتوقيعه من الاطباء الذين يعرفون حالة مها وكذلك توقيعه من المستشفى وتحويله ليدخل لجنة في العلاج في الخارج وعمل التنسيق للخروج باليوم المطلوب لعودة مها فهي رحلة يبداها والد كل طفله مريضه بالسرطان حتى يتمكن من العوده الى مشفاه وسط بريقراطيه معقده لذلك يفضل اولياء امور الاطفال المرضى الاستمرار بالبقاء في داخل المشافي الاسرائيليه على العوده وعمل تلك الاجراءات ولا احد يعلم هل سيتمكن من العوده اولا اذا عاد الطفل الى غزه .
مهى وجهها مشرق وعيونها تعج بالفرح والسعاده الغامره خلال الأيام الثلاثه التي امضتها بحضن العائلة رغم انها لا تستطيع تقبيل او احتضاء أي من احبائها واصدقائها او مقابله عدد كبير من أفراد الاسره وهي بداخل غرفتها حتى لا تصاب باي ميكروب او عدوى وتتمنى ان تستطيع العوده الى مدرستها وحياتها السابقه قبل مرضها والعوده الى المستشفى لمواصلة ا لعلاج الخاص بها .