كتب هشام ساق الله – يبدو ان الشباب الفلسطيني وحركاتهم وتنظيماتهم بعيدين عما يجري من ثورات الربيع العربي التي بدات تنتصر بتونس ومصر واليمن وتاخذ منحناها القوي في سوريا وستمضي لتصل الى اغلب العالم العربي ولكن في فلسطين لن تصل هذه الثوره لعدة اسباب كل تنظيماتنا الفلسطينيه التي هي عباره عن محرك التغيير مشغوله بمحاصصه سياسيه موزعه والكل يقبل بنصيبه وطرفي الخلاف الفلسطيني فتح وحماس متفقين على عدم التعاطي مع ثورة الربيع العربي .
بداية تلك الثورات العربيه انتقلت العدوه الى شبابنا الفلسطيني وبداو بإطلاق المسميات على تجمعاتهم الخامس عشر من آذار وشباب مع التغيير وأسماء كثيره وحددوا شعار لثورتهم الخاصة وهي ان الشعب يريد انهاء الانقسام وسرعان ما فقد هذا الشعار وهجه والعمل من اجل تحقيقه بعد ان وقعت حركة حماس بالقاهره على الورقه المصريه واتفق الجانبان على خطة خارطة الطريق لحل الانقسام الفلسطيني الداخلي .
وسرعان مابدا الشيطان ينخر في التفاصيل واختلف الجانبان فيما بينهما وتأجلت المصالحة شهر بعد شهر ولم يعد الشباب الفلسطيني الى الشوارع كما هددوا بداية الربيع الفلسطيني والعربي وسرعان ماخفت وهج هذه التحركات الشبابيه بعد منع الاجهزه الامنيه سواء في غزه او برام الله حركتهم وكان الجانبان اتفقوا على المحاصصه وعدم ادخال الشباب في هذه المعادله .
ثورة التغيير العربي ايضا لم تنتقل عدواها على تنظيماتنا الفلسطينيه فلازالت تلك التنظيمات تستبعد الشباب وتضع من هم على راسه مهامهم التنظيميه منذ سنوات وسنوات وهناك امين عام لتنظيم له اكثر من 43 عام وهناك قيادات تجاوزت السبعين في تنظيمات فلسطينيه عامله وهناك تنظيمات تستبعد النساء في هيكلياتها فثورة الربيع الفلسطيني ينبغي ان تبدا بتلك التنظيمات وثورة على الموجود وتعمل على فرض ارادتها داخل هذه التنظيمات وتجري تغيير جذري تضع الشباب في مقدمة تشكيلات كل التنظيمات الفلسطينيه .
لابد ان يأتي الربيع الفلسطيني خلال الانتخابات التشريعيه القادمه في ثوره تضرب كل التنظيمات الفلسطينيه يسيطر فيها الشباب المناضل والاكاديمي واصحاب التجربه النضاليه الفذه ويتم استبعاد كل كبار السن مهما كانوا وان يتم تمثيل المجتمعالفلسطيني الشاب الذي يزيد نسبة شبابه عن اكثر من ستين بالمائه من مجموع الشعب الفلسطيني .
اما اذا تمت الانتخابات القادمه وحجبت قيادات تلك التنظيمات دورالشباب وقبل الشباب بدورهم المرسوم والمحدد مسبقا و تمثيلهم المحدود بتلك التشكيلات الى جانب كبار السن ومن اخذوا تجارب الماضي كلها وعدم اعطاء الشباب الفرصه فهذا يعني ان الحواجز للربيع العربي لن تدخل فلسطين سواء في غزه او بالضفه الغربيه وان شبابنا الفلسطيني سيكون مستسلم ولن يغير أي شيء .
حينها يصدق توقعنا وما كنا قد تنبانا به وحينها لن تمر ثورات الربيع العربي بفلسطين لان شباب فلسطيني لايريدوا التغيير وسظلوا خانعين مسيطر عليهم حتى يصلوا سن الستين ويضطروا لان يكونوا في موقع المسؤوليه كما حدث بمعظم التنظيمات الفلسطينيه انتظر الكادر الشاب فيها حتى جائته الفرصه وتولى مهامهم وهم في الستين .
حركة فتح وكوادرها سينتظروا طويلا فالقائمة طويلة جدا والمطالبين باخذ مهامهم عبر التجربه التاريخيه والتقادم التنظيمي طويله جدا وعلى الشباب الانتظار حتى يصلوا الى سن الستين او اكثر لاخذ مواقعهم بعد ان يتركها لهم القاده بالمرض او الموت ولن يكون لهم أي دور او مشاركه الا من تريده القياده ليشكل تلوينه شبابيه بعقول الكبار وحسب التفصيل والدور المرسوم لهم وباماكن محدوده ومحدده فقط لاغير .
ولعل ابسط ما نتحدث عنه هو انعقاد مؤتمر اتحاد نقابات العمال الفلسطينيه الرابع وقيادة تلك النقابات الموجوده على راس مهامها منذ اكثر من عشرين عام وهناك من لهم اربعين عاما في الامانه العامه للاتحاد وهم انفسهم من سيعاد انتخاباها من جديد فقد تم تفصيل المؤتمر على مقاسهم وهم بعيدين عن الحركه العماليه ومطالبها وتمثيلها الحقيقي بحضور قادة السلطه الفلسطينيه ووزرائها فالربيع الفلسطيني نائم ولن ياتي الى فلسطين بسبب الحواجز المفروضه على مداخل كل مؤسساتنا وتنظيماتنا الفلسطينيه كلها .