كتب هشام ساق الله – يصادف في الخامس من كانون اول ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للتطوع وهذا اليوم كنا قد سبقناه نحن ابناء الشعب الفلسطيني بسنوات وبمراحل وأعطينا فيه نماذج رائده وصور رائعه ولكن مع دخولنا للحديث عن السلطات والدول التي من ورق تركناه ولم نعد نمارسه بالشكل المطلوب .
كان العمل الطوعي لدى كل التنظيمات الفلسطينية أساس العمل الشبابي يتم تفريغ طاقات الشباب بما ينفع المجتمع المحلي ولعل بداية الثمانيات من ظهور لجان للعمل التطوعي في كل ارجاء الوطن وكل تنظيم وإطار اطلق اسم على مجموعة شبابه كانوا يقولون ويفعلون ويؤدون العمل التطوعي على الارض .
ولعل بلدية الناصره الذي كان يقودها المرحوم توفيق زياد الشاعر والقائد الوطني حين ابتدعت بلديه اسبوع للعمل التطوعي كان يتوجه اليها شباب كثر من وطننا الفلسطيني يبنفذون سلسله من الاعمال التطوعيه التي تعدها البلديه طوال السنه تقيم خلالها جدر استناديه وتقوم بطلاء الارصفه والاشارات وتزرع الاشجار وفعاليات كانت تستفيد منها البلديه كثيرا .
ولعل اسبوع العمل التطوعي الذي اشتهرت فيه جامعة بيرزيت ومجلس طلابها والذي كنا نتوجه اليها كل عام ويكون اسبوع من العمل والخدمه للمجتمع تقام فيه سلسله من الاعمال وفي الليل مهرجانات وطنيه وفي نهايته احتفال بمقاومة الاحتلال الصهيوني هذه الايام الرائعه شاركت فيها انا وشبيبة الجامعة الاسلاميه لثلاث سنوات متلاحقة وبعدها وضع الاحتلال حواجزه لمنع تلك الايام التطوعيه .
كانت الاعمال التطوعيه ستار للعمل الوطني خلال فترة الاحتلال وكان الشباب والشابات يعطوا وطنهم بشكل كبير ورائع يقومون بقطف الزيتون منالحقول والاماكن الملاصقه للمستوطنات يساعدون الناس في شيء وكان هذا العمل يلقى الرضي والسعاده والارتياح وكان يعطي الشباب خبره وحب للبذل والتضحيه والعطاء .
كنا السباقين في هذا المجال على الصعيد العربي وأعطينا نموذج رائع لعطاء الشباب الفلسطيني الكل عباره عن خليه من العمل والعطاء فلا يمر يوم حتى تسمع او تقرا او تشاهد عمل تطوعي يقوم فيه شبان بكل مكان كانت ثوره جميله غابت في ايامنا هذه واختفت فالشباب لايحفذهم الكبار على القيام بتلك الاعمال ولايضعون لهم الخطط للمارسة هذا التطوع الجميل .
للاسف اختفى العمل التطوعي من اجندة كل التنظيمات الفلسطينيه واصبح الحصول على درجة مدير ومدير قسم ورتب ومواقع ومسميات هي هاجسهم وأصبح العمل التطوعي هو شيء ثقيل بعد ان تراخت الهمم وتغيرت الأولويات لدى الجميع نسي شبابنا الفلسطيني هذا الأداء الرائع واصبحوا يقولون الشعر على إطلاله .
لعل ما قامت به حركة حماس العام الماضي بعمل يوم تطوعي شاركت فيه كل فعاليات الحركه على مستوى القطاع وتقدمهم قياداتها في كل ارجاء قطاع تحت اسم غزه جميله قيل في حينها انه شارك بهذا اليوم 120 الف فلسطيني من مختلف المراحل العمريه وهي خطوه رائعه تستحق ان تذكر في هذا اليوم بعد ان نسيت كل التنظيمات الفلسطينيه هذا العمل التطوعي الجميل والرائع علهم يغيرون مما قامت فيه حماس .
لنعيد الاعتبار لهذا الفعل الرائع ونعيده في أبنائنا وطلابنا في كافة المراحل لنحيي همم الشباب في هذا اليوم وتعود تنظيماتنا وقطاعاتها الشبابيه ان تمارس هذا الفعل الجميل من جديد فهذا العمل يجعل شبابنا بمستوى كل الاحداث ويعيد لهم الاسبقيه والرياده وسط الشباب العربي والاسلامي .
الوطن يحتاج همم الشباب دوما وببرامج تجمع كل الشباب تحت مظلتها بعيدا عن الانقسام ويمكن ان يكون العمل التطوعي اذا تم التحضير لمجموعه من الخطط والبرامج له احد عوامل توحيد الشباب الفلسطيني في مواجهة الانقسام والتفرق والشرذمه ويمكن ان يستفيد منه مجتمعنا وإحيائنا وشوارعنا ويوفر على السلطه الفلسطينيه ملايين الشواكل في اشياء يمكن ان يقوم بها لاشباب بالتطوع .
رحم ايام العمل التطوعي في الجامعات فالطالب ملزم بعمل 120 ساعة عمل تطوعي لكي يضمن تخرجه من جامعته بخدمة المجتمع المحلي هذه النظام مات وانتهى والغته اغلب الجامعات ولم تعد تطالب طلابها بهذه الساعات ليتنا نعود الى ماكنا نقوم به في الانتفاضه الاولى وقبلها فهي ايام جميله تستحق ان تذكر وتحترم .
يصادف 5 من ديسمبر من كل عام- ومدى حاجة المجتمعات لمثل هذا العمل الجليل، وتحتفل أغلب دول العالم بشكل عام والدول العربية والإسلامية بشكل خاص بهذا اليوم لما له من مكان مجتمعية ودينية راسخة فيهم.
وذكر الأمين العام بان كيمون بأن في اليوم الدولي للمتطوعين، نعترف بملايين الأشخاص في جميع أرجاء العالم الذين يجودون بوقتهم ومواهبهم للتصدي للتحديات العالمية: من متطوعين يعملون في مجتمعاتهم المحلية على التكيف مع تغير المناخ والحد من الفقر إلى متطوعين يدعمون القضايا العالمية المتمثلة في تحقيق السلام والعدالة والأهداف الإنمائية للألفية.
وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ أربعين عاما، إلى إنشاء برنامج متطوعي الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، ساهم عشرات الآلاف من متطوعي الأمم المتحدة في رسالتنا العالمية، بالعمل مع العديد من مؤسسات الأمم المتحدة وبرامجها ووكالاتها وكذلك مع بعثات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة. وإني أشيد بمشاركة هؤلاء المتطوعين الملتزمين.
وكان قد حّيي مركز “شمس” الدور المتقدم للشباب العربي،وإصراره وعزيمته على التغيير، ونجاحه في زحزحة بعض القيم التقليدية لإحداث عملية التغيير،في فرصة تاريخية للشباب لقيادة التغيير وصنع المستقبل. لقد بادر الشباب للحركة كتعبير عن الأزمات البنيوية المتراكمة في المجتمعات العربية، فملايين الشباب العربي لم يتحركون بعيداً عن واقعهم الاجتماعي وهموم شعوبهم الاجتماعية والسياسية، لقد برهن هؤلاء الشباب عن وعي عميق لذاتهم وانتمائهم وهويتهم الحضارية والثقافية، كما عبروا عن وعي عميق لتاريخهم. وفي هذا اليوم فرصة لتأكيد أهمية دور الشباب في كل جهد ومسعى لتحقيق التغيير المنشود.