كتب هشام ساق الله – لا يمر يوم الا ويكون القائد الشهيد ياسر عرفات ماثل فيه او احد ابطال هذا اليوم والتاريخ الذي مر فدائما نستذكره ونتابع محطاته التاريخية التي هي محطات تاريخنا الفلسطيني الحديث فبمثل هذا اليوم بالثالث من كانون اول ديسمبر عام 2001 بدات قوات الاحتلال حصار مقر الرئاسه ( المقاطعه )في مدينة رام الله حصارا شديدا من اجل انهاء الرجل سياسيا وقتله وإجباره على تقديم تنازلات سياسيه بعد صموده السياسي في كامب ديفيد ورفضه الاستسلام وبيع القضيه الفلسطينيه ومنعه من الخروج والحركه وبدء تنفيذ مخطط دولي لحصاره وإنهاء ظاهرة ياسر عرفات.
تحت سمع وبصر القادة العرب والمسلمين حوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومعه مجموعه من القيادات الفلسطينيه ومرافقيه وعدد كبير من عناصر الاجهزه الامنيه في مقر المقاطعه وببث مباشر من القنوات العربيه والدوليه التي تواجدت بمحيط مقر الرئاسه من اجل الاعلان عن انتهاء هذه الظاهرة الثورية الا انه استطاع الصمود والصبر والتصدي فكان طوال الوقت مستيقظا كعادته قابضا على سلاحه لا يفارقه يبادل مرافقيه واخوانه المحاصرين الحراسه والسهر على راحتهم .
حاول جنود الاحتلال الصهيوني وخاصة الوحدات المختاره اقتحام مقر المقاطعه ووصلوا الى حيث ينام الرئيس ويجلس الا انه تصدى لهم وكان يحمل سلاحه مستيقظا ليدافع عن نفسه وعن اخوانه وقد ذكرت مصادر إعلاميه في قوات الاحتلال الصهيوني انه أطلق النار أكثر من مره من سلاحه الشخصي دفاعا عن نفسه وعن إخوانه المحاصرين معه .
قالها مع البدايات الاولى للحصار الصهيوني يريدونـني إمـا قتيلا أو طريدا أو أسيرا وأنا أقول لهم بل شهيدا شهيدا شهيدا …قالها وكان يدرك معنى ما يقول فقد استطاع شارون وأعوانه من الوصول الى الشهيد الرئيس ياسر عرفات وتسميمه في جريمه نكراء حتى الان لم يحل لغزها ولم يتم اجراء تحقيق دولي كما حدث مع اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري بل تم طي صفحة استشهاده وسط صمت عربي واسلامي وفلسطيني .
هذا الحصار الذي لابد ان يتم كتابة سيناريو يومي لكل أيامه ممن عاشوا مع الشهيد الرئيس ابوعمار لحظات هذا الحصار ويتم تحويل هذا الموقف التاريخي الى فيلم يتم تعريف ابناء شعبنا وامتنا عن كيف كان يعيش هذا البطل ومن معه في ظل مساحه صغيره ضيقه وسط منع الاكل والدواء وكل شيء اضافه الى زخات الرصاص التي اخترقت المكان اكثر من مره وتضيق الخناق والحصار عليه لفرض موقف سياسي .
ورغم هذا الحصار استطاع ان يخرج الشهيد الرئيس على الهواء مباشره ويوجه كلمه الى مؤتمر القمه المنعقد في بيروت عبر رساله متلفزه لينتصر على من يحاصرونه من الصهاينة وأعوانهم وسط صمت العالم العربي والإسلامي على قتل هذا الرجل خطوه خطوه .
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني وحكومته اليمينيه برئاسة ارئيل شارون، حصاراً عسكرياً على مقر الزعيم ياسر عرفات بمدينة رام الله بالضفة الغربية. وقد تصاعدت الأصوات الإسرائيلية المطالبة بطرده أو تصفيته، فعاد الرمز الفلسطيني مرة أخرى للواجهة بقوة.
وفي 29 آذار 2002 وغداة عقد القمة العربية في بيروت التي حُرم الزعيم عرفات من حضورها، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ حزيران 1967 ودمر الجزء الأكبر من مقر الزعيم عرفات الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه الدبابات الإسرائيلية.