كتب هشام ساق الله – يصادف غدا السبت اليوم العالمي للمعاق الذي أقرته الأمم المتحدة عام في سنة 1992حين أعلنت الجمعية العامة في اختتام عقد الأمم المتحدة للمعوقين (1983-1992)، 3 كانون الأول/ديسمبر بوصفه اليوم الدولي للمعوقين (القرار رقم 47/3).
وقد شكل العقد فترة لنشر الوعي واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين حالة المعوقين وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة مع الآخرين. وفي وقت لاحق، ناشدت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلقاء الضوء على الاحتفال بذلك اليوم بغية زيادة إدماج المعوقين في المجتمع (القرار رقم 47/88) .
المعاقون في بلدنا يعانون مجموعه من المشاكل والصعاب فأضافه الى البلاء الذي ابتلاهم الله به ونرجو ان يكون في ميزان حسناتهم جميعا هناك أعباء أخرى وهي عدم استطاعة الإنسان العادي الحصول على العمل فكيف بالمعاق فنسبة البطالة في بلدنا تعتبر عاليه اذا ما قورنت بمحيطنا العربي بسبب الحصار الصهيوني الظالم وكذلك عدم تأهيل شوارعنا وطرقنا وبناياتنا والمواصلات العامة وأشياء كثيرة تزيد من اعباء هؤلاء المعاقين .
بلغت نسبة المعاقين في ابناء شعبنا حسب كل الإحصائيات سواء من مؤسسات المجتمع المدني او الإحصاء الفلسطيني ما يقارب الخمسة بالمائة من ابناء شعبنا وهي نسبه عاليه جدا بسبب العدوان الصهيوني الدائم لشعبنا وما يخلف من جرحى وإعاقات في صفوف هذا الشعب المناضل وخاصه وان الجيش الصهيوني يستعمل أسلحه تودي الى بتر الاقدام والايدي وتقطيع مافي داخل جسم المصاب اضافه الى استعمالهم اليورانيوم المنضب الممنوع دوليا .
لقد هبت المؤسسات الدولية والاسلاميه والعربيه بمساعدة شعبنا بعد الحرب الاخيره على غزه بتوفير كراسي متحركه لكل جريح ومصاب وكذلك اطراف صناعيه وتساهم مؤسسات دوليه مثل دول سلوفينيا احدى الدول التي ابنثقت عن يوغسلافيا سابقا العشرات الجرحى التي تبنت حالات البتر وقامت بعمل اطراف اضافه الى تحويلات في الاردن ومصر وكذلك المانيا وغيرها من دول العالم التي تبنت حالات الاطفال بشكل خاص .
مركز الاطراف الصناعيه التابع لبلدية غزه والتي تبنته ايضا منظمة الصليب الاحمر الدوليه اعلن عنه قبل شهرين على انه مركز اقليمي في المنطقه وهذا يعني انه على مواصفات دوليه وعربيه يقوم بدوره بشكل ممتاز ويذكر بان هذا المشروع تم تاسيسه من قبل مجموعه من المؤسسات الوطنيه في قطاع غزه وتم نقل مهامه ومسؤوليته الاداريه الى بلدية غزه والتي تبنته بعد أحداث الانقسام الداخلي منظمة الصليب الاحمر الدوليه ماليا حتى تتمكن من إدخال الادوات المساعده واحتياجاته لخدمة المعاقين في قطاع غزه .
هناك دعم رسمي وشعبي لهؤلاء المعاقين من قبل ابناء شعبنا بمختلف مستوياتهم ويحاولوا المساعدة من منطلق ديني ووطني وتقديم كل مايلزم لهم من ادوات واجهزه مساعده وكذلك قبولهم بالجامعات والمدارس والعديد من المدارس تم تاهيل بعضها لإمكانية استيعاب مثل هؤلاء المعاقين سواء بكراسيهم المتحركه او غيرها لكي يتمكنوا من الدخول الى كل اماكن الترفيه والخروج من عزلتهم وقامت بلدية غزه وبلدياتالقطاع بتاهيل الشوارع ومساعدة المعاقين على استخدام هذه الشوارع بسهوله ولعل الدول المانحه تشترط تاهيل تلك الشوارع والمباني العامه ضمن اشتراطاتها لهذه البلديات والمؤسسات والوزارات الفلسطينيه .
وقد كانت السلطة الفلسطينيه اتخذت قرارا بالسابق مع تأسيسها بان يتم توظيف 5 بالمائة من المعاقين في كل الوزارت والهيئات الحكوميه ولكن لم تستمر بهذا المبدأ نامل بان يتم توفير فرص عمل لهؤلاء المؤهلين الذين يستطيعون الإبداع حتى يكونوا عناصر منتجه في مجتمعنا الفلسطيني .
ونامل ان يتم تاهيل كافة المباني الحكومية والوزارات والشركات الكبيره والجمعيات الاهليه على مستوى الوطن وتفعيل حمله جديده لتغيير وجهة نظر المجتمع تجاه هؤلاء المعاقين وان يتم إفساح المجال لهم في التدريب المهني والتعليم الجامعي ومساعدتهم على الإنتاج والإبداع وتسليط الاضواء عليهم على الناجحين منهم حتى يكونوا مثال حي على تفوق هؤلاء المبدعين الذين تغلبوا على مجموعه من الإعاقات وأصبحوا مؤهلين بهذا المجتمع وكانوا مميزين على مستوى العالم العربي الذي يمتلك الإمكانيات المالية الهائلة .
كما نتمنى ان يتم مساعدة الفتيات منهم على تجاوز عزلتهم بسبب الاعاقه وكذلك بسبب عدم تفاعل المجتمع تجاههم ومساعدتهن بالزواج وكذلك التعليم وكل ما يحتجن فهؤلاء يعانين من اعاقات مركبه عدم استعدام مجتمعنا بالتعامل والتفاعل معهن وكذلك الاعاقه الجسمانية التي تجعل بعضهن يعشن بعزله في بيوتهن وعدم ابرازهن من قبل الاهل في المناسبات الاجتماعية الخاصه للعائله المناسبات العامه وعزلهن بشكل كامل وهذا ايضا يقلل من امكانية زواج أخواتهن الغير معاقات خوفا من انتقال العدوه الى ابنائهن وهذا يزيد من العنوسه بالبيت المعاق يتطلب توعية المجتمع بوسائل الاعلام .
نتمنى على كل مؤسساتنا الوطنيه ان تجعل من العام القادم او الذي يليه عام للمعاقين حيث تجتمع كل مؤسسات سلطتنا ودولتنا الفلسطينيه وتقف بكل امكانياتها الى جانب المعاقين ذكور واناث وبكل انواع الاعاقه وجعل ها العام عام تغير وجهة نظر المجتمع المحلي ودعم المعاقين بالوظائف الحكوميه والتعليم والتدريب والرياضه .
استطاع ابطالنا المعاقين ان يحصلوا على مراكز متقدمه على مستوى العالم وحصلوا على الميداليات الذهبية وكذلك الفضية والبرونزية ورفعوا العلم الفلسطيني بالبطولات العربيه والاولمبيه والدوليه وكانوا خير سفراء على عكس ما لم يحققه الرياضيين العاديين فلم يستطيعوا ان يرفعوا العلم الفلسطيني باي لعبه او بطوله رغم توفير الإمكانيات لهم من مختلف الاتجاهات وهؤلاء محرومين من الامكانيات الماديه والفنيه ويعانون من قلة الاماكن والانديه والمدربين ورغم ذلك يفوزون ويبدعون ويتفوقون .
كل الاحترام لهؤلاء الأبطال الذين تغلبوا على إعاقتهم وكانوا مبدعين بتعويض النقص الجسماني بأشياء اخرى وتخرجوا من الجامعات وكانوا في كل المواقع يفتخر بهم ابناء شعبنا بكل المجالات والمواقع هؤلاء يتوجب ان يتم تكريمهم على ابداعهم واعداد تقارير صحفيه عنهم وعرضها على الجمهور حتى يعطوا الامل والحافز لجيل من الشباب المعاقين .
واقول لكل القادة والمسئولين والمتنفذين منهم كل واحد منكم هو مشروع معاق فلا يدري هل يستطيع ان يعود الى بيته ولا يقوم بحادث فجائي او أي شيء طبي يمكن ان يجعل منه معاق لا يستطيع الحركه ويكون مكان هؤلاء المعاقين الذين ابتليوا من الله العلي العظيم نامل ان يعمل كل مجتمعنا لدعم كل المعاقين بمختلف إعاقتهم فدعم هؤلاء وتقديم كل المساعدة لهم هو واجب ديني ووطني .
ونفتخر بقطاع غزه ان اصبح لدينا مركزمتقدم طبيعا وعلميا وتاهيليا هو مركز الوفاع على الخط الشرقي يستطيع تاهيل كافة الاعاقات ويتم تحويل حالات التاهيل والطبيعي والوظيفي بعد ان كنا نحول كل تلك الحالات الى مراكز التاهيل بالضفه الغربيه مثل مركز خليل ابوريا او الجمعيه العربيه في بيت جالا او مستشفى الاميره بسمه للتاهيل بالقدس .