كتب هشام ساق الله – قرأت تقرير أعدته وكالة معا عن المناضل والقائدة المجتمعية خديجة عرفات القدوه بمناسبة ذكرى استشهاد شقيقها كونها اخر من تبقى من عائلة الرئيس الشهيد من إخوته فقد كنت قد كتب تقريرا سابقا عنها وعن تاريخه أردت ان أعيد نشره من جديد لتوضيح تاريخ هذه المراه المناضلة .
فقد زارها مشكورا رئيس وزراء حكومة غزه الاستاذ اسماعيل هنيه بمناسبة عيد الاضحى المبارك في لفته مهمه منه وتقديرا للشهيد الرئيس ياسر عرفات ابوعمار ضمن مجموعه زارها من شهداء وقادة حركة فتح .
والجميل ان قيادة حركة فتح في قطاع غزه قد زاروها في اليوم التالي لكي يطمئنوا على وضعها الصحي والحياتي كما زارها وفد من كادرات حركة فتح النسويه من الاتحاد العام للمراه الفلسطينية وكلنا امل ان تظل تلك الزيارات متواصلة لهذه المراه المناضلة التي تعيش لوحدها .
و خلال زيارة “معا” لها وجّهت رسالة الى الجيل الجديد الذي رأته أمل هذا الامة وأوصته بالمحافظة على التراث الذي يعد جزءا من الهوية الفلسطينية، كما حثت الشباب الفلسطيني على الإنتاج والاعتماد على الذات “وان ذلك ما يضمن تعزيز قدراته ونمائه وعزته”.
وحثت بالسير على نهج ابو عمار بالمحافظة على الثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بها وهي التي افنى ياسر عرفات حياته ومات عزيزا ولا ان يفرط باي منها.
ورأت ان الطريق لتحرير فلسطين هو ان يحب الفلسطينيون بعضهم البعض ومن ثم أن يحبوا فلسطين، موضحة انها كانت وصية ابو عمار قبل وفاته عند اول زيارة لها لغزة حين سؤال ابو عمار لها كيف وجدت غزة؟ فقال لها معلقا: “انه لا بد لنا من محبة الناس ومحبة بعضنا ومحبة فلسطين”، وعلق تحرير فلسطين بذلك الشرط مبينا انه حينها ممكن ان نتجاوز خطايا بعضنا ونغفرها ولم يربط المحبة بالتوحد السياسي.
خديجة عرفات هذه المراه المناضلة التي اقعدها المرض التي كانت تزور الجميع وتقف الى جانب كل فلسطيني بالافراح والاتراح وكانت تشد ازر اخوها الشهيد ياسر عرفات بالعمل الاجتماعي فهي عنوان للوفاء واليوم ياتي ويذهب الكثيرون الى غزه ولا يقومون بواجب الوفاء لتلك المراه الرائعة ويكفيها ان جيرانها وأقربائها واناس كثيرون لازالوا اوفياء لها ولاخيها .
تعيش خديجه عرفات بعمارة الزهارنه بمدينة غزه في شقه يمتلكها اخوها المرحوم محسن القدوه اشتراها لها و يتكون من عدد قليل من الكراسي والاثاث القليل وهي تعيش بمفردها بهذه الشقه تخدم نفسها وتقوم باداء كل الصلوات وهذا ما تحمد الله عليه وتشكره ليل نهار انها تخدم نفسها .
فقد أسست الطيبة الذكر خديجة القدوة مؤسسة جمعية القدس للتنمية الاجتماعية في القاهرة وكانت نشيطه بمساعدة العائلات الفلسطينية المستورة وتدريب ربات البيوت على انتاج بعض المشغولات المطرزة او الصوف او بعض الأكلات الفلسطينية وبعد العودة الى الوطن منحها الرئيس قطعة ارض اقامت مبى للجمعيه وكان من المؤسسات الرائدة في قطاع غزه تم الاستيلاء عليها في أحداث الانقسام وضربتها الطائرات الصهيونية وقد ساهمت ايضا بتأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني وتطوعت بكل معارك الثوره وكانت تعمل ممرضه وكل أنواع العمل لكي تساعد جرحى الثورة الفلسطينية في كل حروب الثورة وأسست بيت الصمود الذي يرعى الأيتام من أبناء الشهداء الذين تبناهم الشهيد القائد ياسر عرفات وخصه ممن تركوا بين أنقاض المجزرة بمخيم صبرا وشاتيلا حيث اعتنت بهم وكانت تزورهم باستمرار .
وهذه المراه التي تحملت اعباء أسرتها وهي صغيرة السن فقد توفيت والدتها الحاجه زهوه ابوالسعود ولم يكن عمر الرئيس القائد في ذلك الوقت اكثر من ثلاثة سنوات اعتنت به وبأخيه فتحي الأصغر منه وكانت ربة البيت رغم سنها وكانت تسكن ببيت بمدينة القاهره كان يزورها ويقيم عندها الرئيس ابوعمار تارك قصور الضيافة فقد كان يحبها حبا شديدا وكانت طيبة الذكر من اوائل من التحق بالخلايا التنظيميه لحركة فتح .
كانت ضمن عدد كبير من الجرحى سقطوا من على منصة العرافه يوم ذكرىالانطلاقه قبل 5 سنوات وقد كسرت قدمها وحوضها يوم وقعت المنصه في ذكرى انطلاقة حركة فتح ونقلت على عجل الى المستشفى وبقيت عدة شهور في فراشها وقد زارها الرئيس ابومازن في حينها وعدد كبير من قيادات السلطه .
طيبة الذكر خديجة اخت القائد ابوعمار الان تعيش في بيتها الصغير لايزورها الا بعض اقاربها من عائلة القدوه وعدد من الاوفياء الذين لازالوا يحفظوا العشره والمعروف والذين لازالوا على عهدهم لابوعمار يتفقدوها دائما وبانتظام وبالاخص جيرانها بنفس العماره فهم يحفظون الجيره والعهد واوفياء لها .
اما الذين يمرون بغزه ولا يزوروها ولايزورون اسر الشهداء او أي احد سوى قضاء مصالحهم واحتياجاتهم الخاصه فهم نسو الشهيد ياسر عرفات واهله فكل المحبه والاحترام الى الذين يزوروها بانتظام ويسالون عن اخت اخيهم ابوعمار .