كتب هشام ساق الله – أصبح الحصول على النموذج رقم واحد هو درب من الدروب الصعبة وذلك لامتناع بعض الأطباء وخاصة رؤساء الأقسام في المستشفيات التوقيع عليه الى جانب الطبيب المعالج وأصبح استكمال إجراءات هذا النموذج هو من الإجراءات الصعبة التي يعاني منها أهالي المرضى حتى يصل الى دائرة العلاج بالخارج .
لمن لا يعرف ما هو النموذج رقم واحد نود ان نعلمه وكفاه الله الحصول عليه ان شاء الله فهو عبارة عن تقرير يعرض الحالة الصحية للمريض ويصف جوانب مرضه يتم توقيعه من الطبيب المعالج ومن ثم يوقعه طيب القسم ويتم توقيعه من مدير المستشفى ومدير العيادات الخارجية بالمستشفى حتى يصبح جاهز ويتم تحويله الى دائرة العلاج بالخارج .
هذه الدائرة لديها لجنه طبية من مختلف التخصصات الطبيه تجتمع مره بالاسبوع غالبا مايكون يوم الخميس وتم اضافة يوم اخر هو الاثنين مؤخرا لاجتماعات تلك اللجنه المعتمده من وزارة الصحه في رام الله وتقوم هذه اللجنه بتحويل المريض الى الجهه التي تشتري وزارة الصحه برام الله خدماتها .
اصبح الحصول على النمموذج رقم واحد بمثابة الفيزا التي يحصل بموجبها المريض على السفر للخارج سواء على مصر او الاردن و داخل الكيان الصهيوني او الى المستشفيات في القدس والضفه الغربيه لكي يتلقى خدمات طبيه يفترض انها غير موجوده داخل مستشفيات القطاع .
كثير من الأطباء يبتزون المرضى من اجل إعطائهم هذه النموذج ويتم استدعائهم لعدة مرات على عياداتهم الخاصه ويقوم المريض بدفع فيزتا هذا الطبيب لمرات ومرات حتى يستطيع ان يحصل على هذا النموذج الذي هو بحاجه ماسه الى هذا العلاج بالخارج .
وقد اشتكى مرضى ان الأطباء ورؤساء الأقسام يرفضون منحهم النموذج رقم واحد حتى يستطيعوا إكمال علاج أبنائهم وذويهم بالخارج وإكمال عمليات تم إجرائها فيقول احدهم انه اجري عملية اولى لدى طبيب في الخارج وطلب منه العوده بعد شهرين حتى يكمل له العلاج والعمليه ولديه الاوراق الخاصة وعندما عاد بدا رئيس القسم يشد ويرخي فيه ورفض منحه هذا النموذج والعمليتين الجراحيتين مركبتان على بعضهم البعض وكل منهم تكمل الأخرى .
وطبيب اخر يرفض إعطاء المريض نموذج رقم واحد لانه يوجد علاجه في طقاع غزه ويقول والد المريض ان ابنه له 5 سنوات يتلقى العلاج في داخل الكيان الصهيوني وان وضعه حرج ودفعت السلطة مئات ألاف الشواكل عليه ويتم الان بعد ان تماثل للشفاء عدم اعطائه التحويله الى الخارج وإكمال ما بداء وكأنهم يريدون ان يريحوا المشافي الصهيونية التي تلقت ملايين الشواكل من المرضى من أكمال عملهم .
أطفال مرضى السرطان والحالات التي تتلقى علاج كيمائي في داخل الكيان الصهيوني يتم الطلب منهم نموذج رقم واحد رغم أنهم يتابعون حالاتهم هناك داخل الكيان الصهيوني منذ سنوات والسلطة دفعت عنهم للشافي الصهيونيه مئات الاف الشواكل يريدون الان نقل علاجهم الى مستشفى المطلع او مستشفيات داخل الاردن .
وبالامكان اختصار كل تلك الاجراءات بارسال المعامله الى رام الله لاي احد من المتنفذين الذين تعرفهم وهو يقوم عن طريق تقديم تقرير طبيب معتمد من طبيب فقط بعمل نموذج رقم واحد وارساله الى الفاكس على مدينة غزه واستكمال باقي اجراءات التحويله وهذا يتم فقط للمتنفذين اصحاب الواسطات الكبيره في رام الله او غزه .
حولوا الحالات الجديدة على هذه المشافي ولكن اتركوا من دفعت السلطة لهم مئات ألاف الشواكل ان يكملوا علاجهم ويراجعوا للتكاد من ذهاب تلك المبالغ بالاتجاه الصحيح لاتقتلوا الناس في تغيير أماكن العلاج بعد ان امضوا سنوات في معالجه مستمرة ومعرفه الحالة وبدء تماثلها للشفاء وقد ابدى اباء هؤلاء الاطفال قلق وتوتر من تغير الاجراءات وامكانية انقطاع ابنائهم عن مواصلة مراجعتهم في المشافي الصهيونيه .
ويول الدكتور بسام البدري مدير دائرة العلاج بالخارج التابعه لوزارة الصحه برام الله لمجلة البيادر السياسي في عددها الاخير في الحقيقة هناك اهتمام بالغ من قبل فخامة الرئيس أبو مازن ومعالي وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي بمرضى قطاع غزة، من خلال توفير العلاج اللازم لهم، سواءً داخل مستشفياتنا في القطاع الحبيب، أو خارجه إن تقرر ذلك، حيث كنا قبل الانقسام نصدر من 800-900 تحويلة شهرياً، في حين نصدر اليوم حوالي 1300-1500 تحويلة شهرياً، وهذا إن دل على شيء من إحدى الزوايا، فإنما يدل على اهتمام السلطة بمرضى قطاع غزة، والحرص على تعويضهم عن النقص في الخدمات الطبية بمستشفيات القطاع،
ونأمل أن يأتي الوقت الذي نستقدم فيه الخبراء من الخارج، وخصوصاً من مصر الشقيقة، لعلاج مرضانا، ويتدرب أطباؤنا على الكثير من علاج الأمراض الصعبة التي نحولها، وهنا أتساءل.. لماذا نحول حالات جراحة الأعصاب للخارج ولا تجرى بكفاءة بمستشفياتنا ؟ ولماذا نحول حالات النساء والولادة بعد أن لم نكن نحولها ؟ ولماذا نستمر في تحويل حالات العيون رغم وجود الكفاءات لدينا في هذا التخصص ؟ ولماذا لا نقوم بالجراحات التخصصية داخل الوطن بدلاً من تحويلها للخارج ؟ ولماذا نحول حالات زراعة الكلية ويوجد من الكفاءات التي تستطيع زراعتها لدينا ؟ ولماذا نستمر في تحويل زراعة القرنية وقد تمت زراعتها بمستشفياتنا عدة مرات سابقاً ؟.. هناك مشكلة في الإدارة ولا أقول مشكلة في الإمكانيات والكفاءات، حيث نستطيع أن نستقدم كل الإمكانيات المطلوبة التي تنقصنا فوراً، وكذلك تنقصنا العزيمة والإرادة القوية التي تستطيع أن توفر لمرضى قطاع غزة ما يلزمهم وفوراً.
ويجيب البربري على تساؤل البيادر السياسي مضيفا ما هو الحل للحد من التحويلات الخارجية؟
الحل هو إنهاء الانقسام أولاً، بحيث تكون لدينا حكومة واحدة ووزير صحة واحد لشقي الوطن، وبالتالي تطبيق سياسة واحدة، وأن يتم التعاون مع أشقائنا في مصر الشقيقة لاستقدام الأخصائيين لعلاج مرضانا داخل القطاع بدلاً من تحويلهم للخارج، وتعليم أطبائنا وابتعاث الأطباء الأخصائيين للتدريب على التخصصات النادرة الضرورية، وأهم شيء الصيانة، فهل تعلم أن لدينا جهاز علاج إشعاعي منذ سنوات ونحول مرضانا للخارج في هذا لتخصص؟ وهل تعلم أن لدينا جهاز للمسح الذري ؟ وهل تعلم أن لدينا جهاز للرنين المغناطيسي عمل بنسبة 10% وتعطل بنسبة 90% ؟! وهل تعلم أن لدينا عدة أجهزة لتفتيت الحصوة في مستشفى غزة الأوروبي والهلال الأحمر ولا نستفيد منها؟ وهل تعلم أن لدينا الكفاءات التي تشغل هذه المستشفيات ؟ لكن ليس لدينا الإدارة الحازمة والإرادة الصادقة..!!، لذلك لا بد من وجود إدارة قوية في وزارة الصحة لتشغيل هذه الأجهزة والاستفادة منها بدلاً من تحويل المرضى للخارج، وكذلك لصيانتها والحفاظ عليها.