الكل وطني ماعدا المواطن الفلسطيني

0
872


كتب هشام ساق الله – المظلوم الوحيد بمعادلة الوطنية هو الإنسان الفلسطيني الذي يضطر الا ان يعمل بدون كلل او ملل حتى يستطيع ان يعبئ جيوب كل من يرفع اليافطة الوطنية وهو الشخص المستهدف في معادلة هؤلاء الكبار الذين يدعون الوطنية .

حين نتحدث عن السلطة الوطنية بفرعيها غزه ورام الله فهم يرفعون يافطة الوطنيه ويستهدفوا بكل تعاملاتها الإنسان الفلسطيني وخاصة المواطن الغلبان فهو من يدفع الضرائب ويدفع كل شيء يخص هذه السلطة وهو ايضا من يتم قمعه واستهدافه والتعامل معه باستعلاء من قبل المستنفذين وكانه ليس عضو بالمجتمع الفلسطيني وهو أساس كل السلطات .

الشركات العملاقة مع احترامنا لأسمائها كلها تكتب خلف اسمها التجاري الوطنية وهي من تقوم بعرض سلعها على المواطن الغليان وهو من يشتري خدماتها ومضطر الى شراء تلك الخدمات سواء كانت ممتازة او جيده فهو الغير وطني في المعادلة لانه لا يحسب حسابه الا فقط بعملية الدفع والصرف والقيام بكل انواع الالتزامات .

هو مجبر على انقطاع الانترنت باستمرار وفصل خط الهاتف وفشل مكالمات جوال وهو مضطر الى استيعاب قطاع التيار الكهربائي 8 ساعات يوميا وتعبئة بنزيل وتشغيل الماتور الخاص به وهو من يضطر الى استخدام كل انواع الخدمات من كل الاشياء الوطنيه ولا احد يحسب حسابه .

هو باختصار يا ساده يا كرام البقره الحلوب التي تزيد ارباح كل تلك الشركات وتفرض الاستقرار لكل السلطات سواء هنا او هناك وهو من يلتزم بالقانون ومجبر على التعاطي مع النظام العام ولا احد يستشيره او يخطب وده الا ايام الانتخابات فالكل يسلط عليه الاضواء وياتيه لكي ينتخبه .

المواطن الفلسطيني الغلبان هو من يدفع دائما ضريبة الدم والاستشهاد والاعتقال ومواجهة الكيان الصهيوني في كل المعارك وهو ايضا من يتعب على المعابر وينتظر حتى يستطيع السفر وهو ايضا من يعاني من الترحيل عبر المطارات ويتم التعامل معه على انه مواطن عربي من الدرجه العاشره .

حتى الفرحه تسرق منه فرح الغليان يوم تم توقيع اتفاق المصالحة بالقاهره بين حركتي فتح وحماس حتى يرتاح ويشم نفسه من هذا الانقسام البغيض والمناكفه بين الوزارات وتضارب القوانين وتعارض المصالح وتمنى ان يعيش مثل باقي البشر ويتلقى خدمات أفضل بالصحة والتعليم والاقتصاد والانترنت والاتصالات وغيرها من الخدمات .

نتمنى لهذا المواطن ان يستعيد دوره كمواطن ويتم احترامه في وطنه حتى يستطيع ان يحترمه الاخرين في بلاد العالم ويستطيع ان يسافر وقت ما يريد وان يشتري ما يريد وان يتنافس الوطنيين كلهم من اتصالات وكهرباء وبنوك وغيرهم ممن يضعون الوطنية على يافطاتهم عليه وعلى تقديم الأفضل وهو يختار ممن يشتري منه وان لا يكون مجبر على شراء كل ما يقدم له بدون ان يعارض كما هو موجود الان .

حتى يحدث هذا فالإنسان الفلسطيني الغير وطني في معادلة الجميع هو مجبر ويضع كل ما يعانيه في قلبه ويختزنه للأيام القادمة لانه سينفجر بالتعامل مع كل هؤلاء الذين لا يعتبرونه وطني ويسرقونه عينك عينك بدون احترام او تقدير .

اطمئن أيها الانسان الغير وطني ستصبح وطني غصبن عنهم خلال الأيام القادمة وستختار وتفاضل بين كل اليافطات وتدلل وتضرب رجل على رجل أجلا ام عاجلا ولن يسرقوك او تضطر الى ان تكون من الدرجه الثانيه في التعامل القادم .