كتب هشام ساق الله – حين يأتي الموت لا احد يستطيع ان يمنعه او يهرب منه وقد فجعت المناضلة اللواء فاطمة برناوي بوفاة شقيقتها حواء البالغه من العمر 73 عام والمهاجره الى السويد منذ 37 عام والمتزوجه من مواطن سوداني .
الأخت المناضلة الاسيره المحررة اللواء فاطمة البرناوي تعيش مع زوجها المناضل الأسير المحرر فوزي النمر في بيتهما بمدينة الزهراء بمدينة غزه بعد ان تم إحالتهما للتقاعد وهي ترعى زوجها المريض وتسهر على تقديم خدمات عاليه المستوى فهي ممرضه بالاصل فقد حولت بيتها الى مستشفى خاص لرعاية زوجها .
وكل من يعرف المناضلة فاطمة فهي تجامل الجميع وتقف الى جانب كل من تعرف في السراء والضراء ذهب لتقديم واجب العزاء لها بوفاة شقيقتها حواء ألهمها الصبر والسلوان وقوى ايمانها هذه المراه المناضلة الصابرة .
اتصلت بها لكي أقدم لها واجب العزاء فقد عرفت متأخرا بوفاة شقيقتها وكانت كالعادة امراه قويه مؤمنه صابرة لا يخرج من فمها الا الكلام الطيب الذي يدل على إيمانها وقدرتها العالية على استيعاب كل الملمات والراضيه بقضاء الله وحكمه.
ولدت المناضله فاطمه لأب نيجيري مهاجر إلى القدس وأم أردنية .. لكنها فلسطينية بالقلب والروح والهوية ، عمرها النضالي بعمر الثورة الفلسطينية والتي سلكت معها كافة دروب الآلام والتضحيات حتى استقرت اليوم في وطنها فلسطين.
فاطمة سيدة أفريقية الملامح في الستينات من عمرها، ولدت في مدينة القدس التي قدم إليها والدها لزيارة المسجد الأقصى المبارك برفقة أقربائه بعد أداءهم لفريضة الحج قبل الحرب العالمية الثانية من نيجيريا ، وهو الآخر شارك في النضال الوطني إلى جانب المفتي أمين الحسيني.
وفاطمه البرناوي القي القبض عليها خلال عملية زرع عبوة ناسفة في سينما صهيون في القدس الغربية عام 1967. وعن تلك العملية قالت انها دخلت صالة السينما برفقة زميلين وخلال عرض الفلم تركت فاطمة حقيبتها الملغمة وخرجت لكن صحفي امريكي كان هو الاخر في الصالة تنبه للحقيبة فقام بتسليمها للمسؤولين الذين اكتشفوا امرها فتم اعتقال الخلية.
وامضت فاطمة عشر سنوات في السجن التقت خلالها بالمطران كبوتشي قبل ان يفرج عنها وابعادها في 11.11.1977 لكن فاطمة لم تتردد فالتحقت بكوادر المقاومة الفلسطينية في لبنان حيث كان شقيقها محمد وهو الوحيد بين اربع بنات مقاتلا في صفوفها. واشارت فاطمة انها شاركت وشقيقها في مقاومة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وفيما خرجت سالمة من الحرب فقد محمد ساقيه جراء قصف جوي.
وقادت فور عودتها الى الوطن وأسست الشرطة النسائية الفلسطينية حيث تم تكليفها بهذه المهمه وبدات باختيار عدد كبير من الفتيات الفلسطينيات واشرف على تدريبهن تدريبا عسكريا وتم وضعهم بكل اقسام ودوائر الشرطه الفلسطينيه وكانت هي على راس هذه المهمه الكبيره التي سيكتبها التاريخ الفلسطيني لها باحرف من ذهب وبقيت على مهامها حتى تم تحويلها الى التقاعد وكانت طول الفتره السابقه عضو بالمجلس الثوري لحركة فتح .
وهي متزوجة من المناضل الاسير المحرر فوزي النمر ابن عكا المناضل الذي كان يتولى عمله كمسؤول عن الجمعيات والتواصل مع اهلنا في فلسطين المحتله عام 48 وقد التحق في صفوف الحركه مع بداية انطلاقة الحركه وقام بتنفيذ سلسله من العمليات ضد الكيان الصهيوني فقد اعتقلته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في يوم 25/11/1969 مع اخوته الأربعة بتهمة الانتماء لمنظمة فتح وتخطيط وتنفيذ عمليات فدائية وفرضت عليهم أحكاماً بالسجن: فوزي 21 مؤبَّد و15 عاماً (ما يعادل 710 سنوات)، منصور 7 سنوات، مصطفى 15 سنة، وخير سنتين.