كتب هشام ساق الله – حين وصلتني رساله من صديقي محمد النحال ابوجوده تذكرني باستشهاد القائد والمعلم اسعد الصفطاوي والذي قتل غدرا في مثل هذا اليوم 21تشرين الثاني اكتوبر عام 1993 وهو يوصل احد أبنائه الى مدرسة الزيتون الابتدائيه أطلقت عليه رصاصات غادره أصابت رأسه الشريف ضمن مسلسل عمليات اغتيال سياسي قتل قبله المحامي محمد خير الدين ابوشعبان .
يوم قتل المغفور له الشهيد محمد ابوشعبان نعاه الأستاذ اسعد الصفطاوي في مقبرة الشهداء وكنت احد الحضور وضمن الاف ودعت مستنكره جريمة اغتيال ابوشعبان قال فيها وهو يصرخ غضبا قتلوك قتلوك قتلوك والقى كلمه رائعه ماكان احد منا يعتقد ان الذي سيليه بالقتل يكون الأستاذ والمناضل الكبير ابوعلاء رحمة الله .
تعرفت عليه والتقيته مرات عديده ضمن عملي الصحافي وحادثته كثيرا على الهاتف لأخذ راية السياسي في مواضيع كانت تعجز يومها منظمة التحرير الفلسطينية عن التصريح فيها وكان هو اسبقهم في الموقف ينير لهم الطريق وخاصة في ظل عروض كثيره ومشاريع سياسيه كانت تطرح بالمنطقة بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت واستقرارها في تونس .
الرجل لا يتلعثم بالرد وكان صاحب موقف وفكر سياسي ورؤية لم ارها على احد من قادة فتح في قطاع غزه على الإطلاق فكان يجيب بدون أي مراجعه وكان يثق بموقفه وصحته وتطابقه مع موقف الرئيس الشهيد ياسر عرفات وكثيرا ما صرح ابوعلاء وتبنى مائه بالمائة كلامه الشهيد ياسر عرفات .
قاد حركة فتح في قطاع غزه بتكليف من القائد العام للحركة الشهيد ياسر عرفات ونائبه الشهيد خليل الوزير ابوجهاد وكان يزاوج بين العمل الاجتماعي والإصلاح والعمل السياسي النقابي والتنظيمي وكان على صله بكل ابناء حركة فتح يقودهم بسريه وينفذ ما تريده القيادة السياسية للحركة .
كان واثق بنفسه ومعتد برايه يسمع للصغير والكبير ويعطي الجميع واجبهم رجل فريد من نوعه خسرته حركة فتح ولم تعطه قدره وحقه بالشكل المطلوب أرد قتلته ان يغيبوه عن المشهد السياسي ونحن نعبر الى مرحله سياسيه جديدة .
الذين قتلوه كانوا يخافونه ويخافون بقائه في المشهد الجديد لأنه صاحب تجربه كبيره ورؤية وموقف سياسي قد يزاحمهم وهم يقطعون الكعكة ويتقاسموها ورغم ذلك اول ماحطت قدم الرئيس الشهيد ياسر عرفات ارض غزه الباسلة زار بيت الشهيد ابوعلاء والتقى ابنائه وزوجته المناضلة الصابرة ام علاء اطال الله عمرها وافرج عن ابنها المناضل عماد الصفطاوي الذي يمضي حكما بالسجن ثلاثين عاما ولم يخرج في صفقة الاسرى الاخيره وكان يقول عن أبناء ابوعلاء أبناء أخي وصديقي .
كان يزور بيتهم كل عيد فطر واضحى ضمن قائمة البيوت التي يزورها الشهيد ياسر عرفات من أعضاء اللجنة المركزية والأسرى والشهداء حتى ان الاجهزه الامنيه للسلطه اعتقلت عدة مرات ابنه الصحافي علاء الصفطاوي وكلمه بشانه عدد من اصدقاء المرحوم ابوعلاء وكان يقول لهم هذا ابن اخي وانا اكثر الناس حرصا عليه وسرعان ما يتم إطلاق سراحه على الفور .
لا يسعنا في هذا اليوم الا ان نترحم على هذا الرجل العظيم والقائد الكبير الذي قتل غدرا ولم يتم معاقبة من قام بقتله ولم يتم كشف خيوط الجريمة النكراء التي طالت هذا المناضل رغم مرور ثماني عشر عاما على استشهاده .
ولكننا نقول ان غزه مقدسه على رأي العجايز فش شيء بيضل مخبى ولازم ياتي في يوم من الايام ويعرف من الجاني .
والشهيد اسعد هاشم الصفطاوي ولد في مدينة المجدل وتلقى تعليمه الابتدائي فيها ودرس المرحله الاعداديه والثانويه في مدينة غزه بعد الهجره وتعرف على الشهيد القائد صلاح خلف والتحق معا في حركة الاخوان المسلمين في اسرة الفداء وتعرف على القائد سليم الزعنون عضو اللجنه المركزيه لحركه فتح وسليم المزين والتحق بكلية المعلمين قسم الطبيعه .
وتعرف على الشهيد القائد ياسر عرفات عام 1956 حين كان ابوعمار رئيس لرابطة طلاب فلسطين بالقاهره وكان هو مراقب مالي لهذه الرابطه وقد دعا ابوعلاء يومها الى اقامة تنظيم لا يرتبط بولاء الى أي من الأيدلوجيات الحزبية على غرار الثورة الجزائرية وفي السنه الرابعه لدراسته بالجامعه المصريه لم يتمكن من التخرج وهو في السنه الرابعه وعاد الى غزه حيث عمل مدرسا في مدرسة خالد ابن الوليد الثانويه وكان صديقه الشهيد ابواياد خلف يعمل معه بنفس المدرسه عملا معا ثلاثة سنوات متتاليه .
انتقل الشهيد اسعد الصفطاوي للعمل في مدارس وكالة الغوث بعد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزه وكان يومها قد التحق في صفوف حركة فتح وضمن الخلايا الأولى للحركه مع انطلاقتها المباركة حيث اعتقلته قوات الاحتلال عام 1973 ليمضي 5 سنوات في السجون الصهيونية ثم عادت واعتقلته مره أخرى عام 1989 اعتقالا إداريا في معتقل أنصار 3 في صحراء النقب .