كتب هشام ساق الله – لازال عدد كبير من اسري السجون وخاصة أبطال العزل الذين لم يتم إطلاق سراحهم في صفقة التبادل التي تمت اليوم مصرين على الاضراب على الطعام لليوم الثاني والعشرين على التوالي وهذا يؤدي الى تعريض حياتهم الى الخطر الشديد .
الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق احمد سعدات أعلن انه سيواصل الاضراب حتى تحقيق مطالب الأسرى بالغاء العزل الانفرادي لعشرين من الاسرى منذ سنوات طويله داخل زنزانه صغيرة الحجم وفي ظل ظروف حياتيه صعبه تعرض حياة المعزولين للخطر والموت البطيء لهؤلاء الأسرى الأبطال.
التجارب التاريخية ودراسة تجربة الحركة الاسيره تقول بان مصلحة السجون الصهيونية دائما تستغل الافراجات الكبيره في السجون وخاصة في عمليات التبادل المختلف وتبدأ بالهجوم على الأسرى بشكل شرس وتسحب الكثير من الانجازات وممتلكات الأسرى من أشياء تساعدهم على الحياة في هذه السجون المقفرة .
فحين تمت صفقة احمد جبريل وتم إطلاق سراح 1300 أسير فلسطيني من مختلف السجون ومعظمهم من النواة الصلبة للسجون ومن مختلف التنظيمات الفلسطينية وهي بالمناسبة صفقه تشبه هذه الصفقة بالكثير من المعالم فقد تم أيضا فيها اختراق المحظورات الصهيونية .
كان الأسرى قبل ان تتم هذه ألصفقه وبالتحديد في سجن نفحه الصحراوي قد أعلنوا عن اضراب في شهر آذار لعام 1985 مطالبين بتحسين ظروفهم ولمدة 6 ايام متواصلة استطاعوا التوصل الى اتفاق مع مصلحة السجون على إنهاء الإضراب قبل صفقة التبادل ووعدتهم مصلحة السجون بتحسين الأوضاع الحياتية لهم .
ويقول الدكتور جهاد البطش رئيس جامعة القدس المفتوحه في المنطقة التعليمية غزه والخبير في شئون الاسرى ورسالة الدكتوراه الخاصة به عن الحركة الاسيره الفلسطينية في الإضراب الذي تبع عملية اطلاق سراح المعتقلين عام 1985 في مقال تم توزيعه على شبكة الانترنت .
إضراب سجن عسقلان 1985 فقد كانت مطالبه تعبر عن تطور كبير وواسع في أداء المعتقلين الفلسطينيين، فقد تضمن المطالبة بإدخال أطباء عرب للسجن وقاعة خاصة للطعام وتوفير كراسي وطاولات في الغرف وتوفير ثلاجات للغرف والإفراج عن بعض المعتقلين، على أن التطور الهام في هذا الإضراب، الذي ميز قائمة مطالبه عن كل المطالب السابقة،هو المطالبة بتحسين ظروف سجن آخر وهو سجن الرملة.
ويعزي ذلك إلى أن أوضاع معتقلي سجن الرملة في تلك المرحلة لم تكن تسمح لهم بالإضراب عن الطعام، ولكن هناك أعداد كبيرة من المعتقلين المرضى فيه، وكذلك السجينات في السجن المجاور له في (نفي ترتسا)، إن هذا التطور في صياغة المطالب انقلب رأساً على عقب بعد شهر أيار 1985 عقب تفريغ السجون من غالبية المعتقلين الفلسطينيين ذوي الخبرة النضالية، وذلك بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ويومها في سجن عسقلان هدد موجه عام المعتقل في ذلك الوقت الدكتور عبد الله ابوسمهدانه بحرق سجن عسقلان بتجميع بطاطين السجن وحرق الغرف اذا ما قامت إدارة المعتقل بمحاولة اقتحام الغرف في داخل السجن وقد اسطاعوا بعد أيام من الاضراب تحقيق مطالب عديدة واستطاعوا إيصال رساله لمصلحة السجون ان الحركه الاسيره قويه وتستطيع ان تتصدى لكل مكر وخداع واستقواء مصلحة السجون على الحركة الاسيره .
على الحركة الاسيره ومن تبقى من قادة هذه الحركة ولم يتم الافراج عنهم دراسة التجارب التاريخية في السجون والانتباه لهجمة جديده قد تقدم عليها مصلحة السجون ضد الاسرى بعد انهاء اضرابهم عن الطعام وعلىهم الاستعداد للبدء بإضراب بعد التحضير الكافي والمناسبه له وتعافي الاسرى المضربين الان عن الطعام تمهيدا لإضراب أشرس واقوي حتى يتم الاعتراف بهم كاسرى حرب وكذلك وقف وانهاء كل أنواع القمع وتحصيل انجازات جديده من مصلحة السجون العنصرية .