غصه ودمعه وأمل عند ذوي الاسرى الذين لم يتم الافراج عنهم

0
588


كتب هشام ساق الله – وسط الفرحة الغامرة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني هناك من يشعر بالألم والحسرة والحزن بعدم خروج اعداد كبيره من الاسرى من السجون الصهيونية هؤلاء رغم حزنهم يعيشون فرح الأسر المفرج عنهم والذين تم تحريرهم على امل ان يلتقوا بالمرحلة القادمة .

كثيرون يشعرون بهذه الغصة الممزوجة بالأمل والدعاء الي الله العلي القدير بالإفراج عن أبنائهم وتبيض السجون الصهيونية من جميع الأسرى بأي وسيله من الوسائل سواء عمليات الاختطاف والتبادل او بالمفاوضات والتوصل الى اتفاق سياسي بإطلاق سراح جميع الأسرى .

فور وصوله الى ارض الوطن صرح مسئول حركة حماس في الحركة الاسيره داخل السجون المناضل والأسير المحرر يحيى السنوار انه سيتم اطلاق سراح جميع الاسرى في كل السجون بالقريب العاجل مهما كلف الثمن وهذا التصريح يعطي للأسرى وأسرهم امل في الافراج عن ابنائهم بالقريب العاجل .

المعنويات العالية التي تتمتع بها فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة الذين اسروا شاليط وماسفرت عنه هذه العمليه تشجيع لمقاومين بان يخططوا ويعملوا كثيرا من اجل اسر جنود صهاينه ومبادلتهم باسرى فلسطينيين وتحريرهم من سجون العدو الصهيوني .

اسرائيل تدرك ان محاولات اسر جنود ستتصاعد خلال المرحلة القادمة فقد اعلن ناطق باسم الجيش الصهيوني ان 12 محاولة تمت هذا العام لاطلاق سراح اسري فلسطينيين وتم إفشالها من قبل الجيش الصهيوني والعمليات ستتصاعد بعد عملةي تبادل الاسرى .

برزت أهمية قضية الأسرى الفلسطينيين بشكل كبير عبر وسائل الاعلام مما يدعونا الى المطالبه بتدويل قضية الأسرى وطرحها في المحافل الدوليه بوحدة وطنيه فلسطينيه بمختلف التنظيمات من اجل تحرير المعتقلين الباقين داخل السجون .

وكان قد اعلن يوم امس عيسى قراقع وزير الاسرى الفلسطينيين تعلق المضربين عن الطعام إضرابهم الذي استمر لمدة 21 يوم بشكل متواصل في جميع السجون الصهيونية للمطالبة بوقف عملية العزل الانفرادي لعدد من قادة الحركة الاسيره وخاصه المناضل الرفيق احمد سعدات الامين العام للجبهه الشعبيه والمناضل مروان البرغوثي عضو اللجنه المركزيه لحركة فتح وعدد كبيرمن قادة الحركه الاسيره .

لم تتمكن المقاومة وخاطفي الجندي الصهيوني شاليط من اطلاق سراح عدد كبير من قادة الحركه الاسيره وبقي في سجون الاحتلال عدد كبير يتجاوز ال ستة الاف مناضل يمضون سنوات طويله في سجون الاحتلال الصهيوني هؤلاء الابطال سيقومون بترتيب أوضاعهم من اجل التحضير لاضراب جديد يحققون كل مطالبهم العادله التي سحبتها مصلحة السجون العنصريه خلال الفتره الماضيه .

لازل هناك مئات الاطفال الاسرى داخل سجون الاحتلال و هناك 10 نساء لم يتم اطلاق سراحهم وهنااك اكثر من ستة الاف اسير محكومين بإحكام متفاوتة ومئات الأسرى المحكومين بالسجن مدى الحياه .

لازال هناك اسرى امضوا اكثر من ربع قرن في داخل السجون لم يتم اطلاق سراخهم واسرى اخرين محكومين بالسجن لمرات ومرات بالسجن المؤبد ينتظرون ان يتم تحريرهم خلال مرحله قادمه وصفقة تبادل جديد ولازال هناك مئات الاسرى ينتظرون العلاج الضروري لحياتهم وهناك اسرى معاقين لايستطيعون خدمة انفسهم وهناك اسرى هم عباره عن حطام بشري مثل الاسير فايز الخور المعتقل منذ تسعه وعشرين عاما ويعاني من مشاكل نفسيه شديده .

وكتب الكاتب والخبير في شؤون الأسرى راسم عبيدات عن والدة الاسير المناضل كريم يونس ابن قرية عاره والمحكوم مدى الحياه والذي امضى تسعه وعشرين عاما في سجون الاحتلال الصهيوني كنموذج لامهات كل الاسرى قائلا ” والحاجة صبحية ‘أم كريم’ تشعر بغصة في القلب عندما تتحدث عن تجربة السجن،وتعتبر نفسها أيضاً سجينة،مثلها مثل ابنها كريم،فهي أمضت الى جانب ابنها 28 سنة،خلال زياراتها الدورية،مرة كل أسبوعين فتقول’لم استثني أي زيارة طوال السنوات الماضية،كنت دائماً أجد من يرافقني من العائلة،إما والده أو أحد أشقاءه أو عمه أو خاله،وفقط في الشهر الأخير لم أزره،بسبب العملية التي أجريتها لاستئصال إحدى الكليتين ،التي فسدت بسبب الحصوة’ ” .

ومما لا شك فيه أن ‘أم كريم’ حالها كحال الكثير من أمهات أسرانا عانت وما زالت تعاني الكثير في الزيارات بسبب سياسات وإجراءات الاحتلال في التفتيش والانتظار والقمع والاستفزاز،وهي أيضاً أصبحت خبيرة تحفظ كل طرق ودروب سجون الاحتلال،طرق سجون نفحة وبئر السبع وعسقلان وشطة وجلبوع والتلموند وهدريم وغيرها،من خلال السفر إلى السجون التي يعتقل فيها كريم أو يرحل إليها هو وغيره من أسرى شعبنا،والاحتلال لا يتعمد فقط قمع الأسير وإذلاله ومحاولة تفريغه من محتواه الوطني والنضالي،بل يتعمد كي وعي أهالي الأسرى وضرب معنوياتهم والتأثير على نفسياتهم،لكي يشكلوا عائقاً ومكبلاً لهم ولأبنائهم أمام مجرد التفكير بمقاومة الاحتلال،أو دفع فاتورة النضال خدمة لشعبهم وقضيتهم.