الجندي المصري هو خير أجناد الارض

0
627


كتب هشام ساق الله – تحتفل مصر وآلامه العربية اليوم بذكرى حرب 6 أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973 هذه الحرب الذين انتصر فيها الجيش المصري واستطاع اجتياز خط برليف الصهيوني الذي كانوا يعتبرونه الخط الأقوى في العالم خلال ساعات تم اجتياز قناة السويس ووصل الجنود المصريين الى الجانب الأخر بعمليه فدائيه وبطوليه رائعة واعادوا الاعتبار لهزيمة عام 1967 والذي أدت الى احتلال باقي فلسطين واجزاء من مصر والاردن وسوريا ولبنان ,

هذه الذكرى الخالده على قلوب امتنا العربيه والاسلاميه دائما تذكرنا بهذا الجندي المصري البطل الذي قال عنه رسول الله انه خير اجناد الارض نترحم عليه ونرفع القبعات له وننتظر منه في المستقبل القريب النصر والخير فقد كان يوم امس ذكرى الجندي المصري الذي انتصر لكرامته وقتل 7 صهاينه.

عن عمرو بن العاص قال: حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا فتحالله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض” قالأبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: ” إنهم في رباط إلى يوم القيامة” .

حرب اكتوبر (حرب العاشر من رمضان – حرب تشرين – حرب يوم الغفران- حرب يوم كيپور; عبرى: מלחמת יום כיפור او מלחמת יום הכיפורים) هي الحرب اللى ابتدت يوم السبت 6 اكتوبر سنة 1973 و خلصت يوم الجمعه 26 اكتوبر سنة 1973 بين مصر من ناحية و اسرائيل و الدعم اللوجسى و الغير لوجستى المش محدود وقت الحرب من الولايات المتحده من الناحيه التانية، فى نفس الوقت برضة ضربت سوريا الجيش الاسرائيلى في الجولان و حققت نتايج كويسه فى بداية الحرب و قدرت تاخد القنيطره و ساعدتها العراق بإمدادات عسكريه.

على الجبهه المصريه قدر الجيش المصرى يعدى قناة السويس و يقتحم خط بارليف و يثبت رجليه على أرض سينا وكانت النتيجة النهائية للحرب هي انتصار للجيش المصرى اللى قعد فى سينا واسرائيل ما قدرتش تطلعه منها رغم كل الهجمات و المناورات اللى عملها جيشها.

ابتدت الحرب لما هجمت مصر و سوريا فجأة على اسرائيل في ظهر يوم 6 أكتوبر سنة 1973 و كان فى شهر رمضان و بيوافق يوم الغفران (يوم كيبور بالعبري) اهم عيد عند اليهود. في اليوم دا هاجمت الطيارات المقاتله المصريه مواقع الجيش الإسرائيلى و مراكزه فى سينا و ضربت مئات المدافع المصريه تحصينات خط برليف فى الناحيه الشرقيه من قناة السويس، و اجتازت القوات المصريه قناة السويس فى مراكب مطاطيه تحت هدير المدافع و اترفع علم مصر على قمة خط برليف، و بعد ما قامت قوات خاصه بعمل فتحات فى ساتر خط برليف و اتحطت الكبارى عدت القوات البريه بالدبابات و المدرعات و المشاه. قدر جدار الصواريخ المضاده للطيارات من تحييد السلاح الجوى الإسرائيلى على خط القناه و قامت معارك ضخمه زى معركة المنصوره الجويه اللى انتصر فيها الطيارين المصريين.
اتصدت الصواريخ و القوات الجويه المصريه للطيارات الاسرائيليه.

القائد فؤاد عزيز غالى قدر يوم 7 اكتوبر يحرر القنطرة شرق ويدمر ‏6‏ نقاط عسكريه اسرائيليه قويه، و فى يوم 8 اكتوبر اتصدى حسن أبو سعده للدبابات و المدرعات الاسرائيليه و دمر 143 دبابه و أسر كتيبه اسرائيليه كامله بما فيها قائدها عساف ياجورى، و فى 9 اكتوبر اتصدى القائد عبد رب النبى لهجوم اسرائيلى و قدر يدمر 113 دبابه .

فى حرب اكتوبر ظهرت اسامى عساكر عاديين اشتهرو جنب القواد الكبار من أشهرهم محمد عبدالعاطى اللى اشتهر بلقب ” صياد الدبابات ” لإنه قدر لوحده يدمر 23 دبابه اسرائيليه و تلت مدرعات وبكده ضرب رقم قياسى فى براعة و دقة التنشين و بقى اسطوره بين العسكر.

حرب أكتوبر 73 حصل فيها ‏64‏ معركه (المعركه هى القتال اللى بيشارك فيه لواء عسكرى أو أكتر). انتصرت القوات المصريه نصر مطلق فى 51 معركه واستولت فيها علي مساحة أرض كان الجيش الاسرائيلى بيحتلها يوم 5 اكتوبر بإمتداد ‏168‏ كم و بعمق 15 ‏كم بما كان عليها من 31 نقطه عسكريه اسرائليه قويه. ‏ فى الجبهه السوريه عدت القوات السوريه خط الجبهه فى هضبة الجولان و اللي كانت اسرئيل احتلتهم في حرب 1967.

لما وصلت أمريكا أخبار عبور الجيش المصرى قناة السويس إتصل وزير الخارجيه الامريكى هنرى كيسنجر بوزير خارجية مصر أحمد حسن الزيات اللى كان وقتها فى نيويورك و طلب منه وقف إطلاق النار فوراً، و قبول لجنة تحقيق لتحديد مين اللى بدا الحرب، و إنسحاب الجيش المصرى فوراً من سينا لغرب القناه. مصر استلمت طلبات كيسنجر و رفضتها.

بعد حوالى 72 ساعه من بداية الحرب أعلن موشى ديان: ” بنعتذر لإننا مش قادرين نرد على المصريين‏.‏ المصريين عندهم معدات ضخمه و مختلفين بالكامل عن أي حرب قبل كده‏.‏ اللى بنملكه من دبابات و سلاح وطيران قوى ما يمكمناش من الرد علي المصريين‏.‏ أنا رايح رئاسة الوزرا عشان اطلب الانسحاب للخطوط الخلفيه “.

فى 8 اكتوبر بدأت اسرائيل هجوم مضاد ضد الجيش المصرى و انتهى الهجوم بخساره كبيره للقوات الاسرائيليه المهاجمه اللى خسرت 143 دبابه و اتقتلت و اتأسرت اعداد كبيره من القوات المهاجمه، و اضطرت التلت فرق مدرعه اللى استخدمتهم اسرائيل فى الهجوم للتقهقر و الانسحاب. و إضطر هنرى كيسنجر بعد المعركه إنه يقول إن مصر حققت إنتصار استراتيجى هايل و ان العجله مش ممكن تدور لورا.

فى يوم 9 اكتوبر رئيسة وزرا اسرائيل جولدا مائير اتصلت بالتليفون بهنرى كيسنجر و قالت له وهي بتعيط – حسب ما ذكرت و نشرت المصادر الاسرائيليه – و بتصرخ: إلحقونا اسرائيل حا تضيع، خسرنا أكتر من ‏400‏ دبابه وأكتر من ‏50‏ طياره‏!.‏ و طلبت جولدا مائير إنها تروح واشنطن عشان تستغيث و تشرح بنفسها الموقف للأمريكان لكن اتطلب منها انها ما تعملش كده لإن ده حايبين ان اسرائيل خسرت الحرب . بعد حرب اكتوبر اضطرت جولدا مائير للإستقاله.

بعد نجاح المصريين و السوريين فى تحقيق تقدم كبير على الجبهات بدإت اسرائيل بعد شويه تلحس جراحها و توصلها امدادات عسكريه ضخمه من الغرب. يوم 10 اكتوبر غيرت اسرائيل أغلب قياداتها على الجبهه المصريه، و من يوم ‏13 ‏اكتوبر نقلت امريكا لاسرائيل عن طريق الجو 28 ألف طن من أحدث الأسلحه و دبابات أمريكيه ع الزيرو. الجسر الجوى ده من ضخامته استخدمت فيه طيارات شارتر مدنيه اوروبيه اتحولت لنقل سلاح وعتاد. عن طريق البحر تم نقل 36 ألف طن أسلحه و ذخاير، و بيتقال ان الدبابات كانت بتنزل فى سينا و فيها طواقمها الجاهزه. على أخر الاسبوع التاني من الحرب قدرت اسرائيل انها تطلع السوريين من هضبة الجولان.

امريكا ماكانتش بتمد اسرائيل بالسلاح بس لكن بمعلومات مهمه عن تحركات الجيش المصرى كانت بتلطقتها بالأقمار الصناعيه، المعلومات دى وصلتها امريكا لإسرائيل وقدر الجيش الاسرائيلي انه يعمل عبور مضاد لقناة السويس فى منطقة الدفرسوار فى أواخر الاسبوع التانى من الحرب .

يوم 13 اكتوبر القوات المصريه ابتدت تطور الهجوم على جهة الشرق فى عمق سينا عشان تخفف الضغط على الجبهه السوريه اللى كانت حالتها وحشه. مساعدة سوريا دى اتسببت فى ان مصر دفعت بقوات من غرب القناه فده اتسبب فى تكوين منطقه مش مأمنه دفاعياً ما بين الجيش المصرى التانى المتمركز فى المنطقه من الاسماعيليه فى الجنوب لغاية بورسعيد فى الشمال، و الجيش التالت من الاسماعيليه فى الشمال لغاية السويس فى الجنوب. الثغره دى لقطتها الأقمار الصناعيه و شافتها الطيارات الامريكيه و بلغت اسرائيل اللى استغلتها طوالى فى شن هجوم مضاد. فقدرت القوات الاسرائيليه بقيادة ايريل شارون من الدخول ما بين الجيشين المصريين التاني و التالت فى مناوره استعراضيه اتعرفت بإسم ” الثغره ” و قامت معارك شرسه فى الفتره من 13 لغاية 16 اكتوبر بين القوات المصريه و قوات شارون اللى كانت بتحاول تعدى القناه و قدرت فعلاً اعداد محدوده انها تعدى عبر بحيرة التمساح فى محاوله لدخول مدينة الاسماعيليه لعمل فرقعه اعلاميه دوليه لكن القوات الاسرائيليه فشلت فى دخول الاسماعيليه تحت ضربات المقاومه فراحت على السويس لكن هناك اتصدت ليها المقاومه الشعبيه مع عناصر محدوده من المخابرات المصريه و كبدتها خساير جامده ففشلت فى احتلال المدينه.
استعداد مصر لنسف الثغره، وفك الإشتباك

فى مواجهة محاصرةالجيش التالت كان على مصر اما انها تدمر القوات الاسرائيليه المحاصره و معاها قوات مصريه أو تتفاوض لفك الإشتباك والتداخل القايم لإن بطبيعة الحال القوات الاسرائيليه اللى كانت محاصره الجيش التالت كانت نفسها متحاصره من قدام من جهة العمق المصرى و الجانبين ففضلت مصر انها توافق على وقف اطلاق النار بطلب الامم المتحده بدل وقوع مدبحه رهيبه حا تستخدم فيها صواريخ ليها قدرات تدميريه هايله حا يضيع فيها الاف من الجانبين. الرئيس السادات بلغ هنرى كيسنجر ان مصر حاتنسف الثغره باللى فيها و ده كان فى امكان الجيش المصرى اللى كانت قواته محاصره الثغره و اتخض كيسنجر وبلغ السادات ان امريكا مايرضيهاش ان اسلحتها تتنسف بالمنظر ده.

كان من رأى رئيس الأركان المصرى سعد الدين الشاذلى سحب قوات من الجيش المصرى من الضفه الشرقيه المحرره للضفه الغربيه لصد الإختراق الاسرائيلى لكن رؤساءه العسكريين أحمد اسماعيل وزير الدفاع و الرئيس أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحه رفضوا إقتراحه لإنهم شافو إنه بيعانى من انهيار عصبى ممكن يأثر على القوات و ان خطته دى حاتقلل عدد القوات المصريه فى الجانب الشرقى من القناه و ممكن تجر الجيش لجوه مصر مره تانيه، و ممكن دى فعلاً كانت الخطه الاسرائيليه، و تم عزل سعد الدين الشاذلى. طبعأ القوات الاسرائيليه اللى اخترقت منطقة الدفرسوار كانت نفسها محاصره من تلت جهات فى الغرب و بمجرد شن الجيش المصرى لهجوم كان الجيش التانى و الجيش التالت حا يقفلو الجهه الرابعه فى الشرق، ده غير العمق المصرى من جهة الدلتا اللى كانت حا تتضرب منه صواريخ ضخمه، فكان من الصعب جداً لإسرائيل أنها تتقدم أكتر. لمنع وقوع مدبحه رهيبه ماكانش فيه حل غير قبول اسرائيل و مصر لفض اشتباك قواتهم و ده اللى عملوه من غير ما تضطر مصر إنها تسحب قواتها من سينا لجوه مصر و ترجيع الوضع زى ما كان يوم 5 أكتوبر و ده فى حد ذاته بيبين مدى ثبات الجيش المصرى فى حرب اكتوبر 73.

فى أيام 23 و 24 اكتوبر حاولت اسرائيل تحتل مدينة السويس عشان تعمل فرقعه إعلاميه فقاد ابراهام أدان الفرقه الاسرائيليه المدرعه 162 و هاجم السويس من تلت جهات فى خطة اندفاع سريع و لما دخلت المدرعات لقت نفسها فى نفس موقف قوات لويس التاسع يوم معركة المنصورة سنة 1250 فإضطرت الفرقه الانسحاب بأقصى سرعه من السويس بعد ما اتصابت بخساير فادحه. مدينة السويس صمدت لغاية 24 اكتوبر لما دخل قرار وقف اطلاق النار اللى صدر فى 21 اكتوبر حيز التنفيذ.

فى عملية الثغره خسرت اسرائيل 400 دبابه و ارتفع عدد الطيارات الاسرائيليه اللى اسقطت من 50 ل 127 طياره.

بيقول موشى ديان فى كتابه ” حياتى ” إن الخساير اللى حصلت للقوات الاسرائيليه فى الثغره و العمليات اللى قبلها ما كانتش فى الحسبان و انه لما راح يتفرج على اثار المعركه فى منطقة المزرعه الصينيه شاف اعداد كبيره من المدرعات و الدبابات الاسرائيليه طالع منها الدخان و بتتحرق.

و بيقول الخبير الاستراتيجى الأمريكى الكبير ديبويه فى كتابه ” النصر المرواغ ” إن اللى عملته اسرائيل فى عملية الثغره بيعتبر هزيمه و عمليه تلفزيونيه حققت هدف مصرى هو تطويل مدة الحرب و بيه حطت اسرائيل قواتها فى وضع حصار فى الثغره ما انقذهاش منه غير الولايات المتحده الامريكيه فى صفقة فض الاشتباك الاولى اللى اتوقعت يوم 17 يناير 1974.