كتب هشام ساق الله – حين بدأت اجتماعات الكوكبة الأولى لحركة فتح في الكويت وبدأت التخطيط لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني أدركوا أهمية الإعلام ودوره وارادوا ان ينشروا أفكار هذه الحركه الفتيه فقرروا إنشاء صحيفة فلسطيننا في مدينة بيروت يشرف على تحريرها الشهيد القائد خليل الوزير ابوجهاد بالخفاء .
عرفوا اهمية الاعلام وضرورة ان تصل الأفكار الى كل امتنا العربيه فقاموا بإصدار العدد الاول من تلك المجله في الاول من تشرين اكتوبر عام 1959 وواصلت تلك المجله عملها حتى الاول من كانون ثاني عام 1964 وعرفت على أنها مجلة الحركة السرية الأولى التي يختبئ خلفها كل القيادات المؤسسة .
كان يتم تزويد قراء هذه المجلة المناضلة الثائرة الجديدة بطرحها قادة الحركة الأوائل وكتابة الموضوعات بأسماء مستعارة يناقشون فيه الظروف العربية ويحضرون ويجهزون الجماهير الفلسطينية والعربية لانطلاقة هذه الثورة المسلحة في القريب العاجل .
الشهيد القائد ياسر عرفات تسلم مسؤولية الإعلام التنظيمي قبل انطلاقة الحركة حين كان الناطق الرسمي باسم حركة فتح واشرف على صياغة بياناتها الأولى وكيفية الاتصال بوسائل الإعلام واصدر نشرات فتح جميعها وكان يكتب افتتاحياتها ويصيغ جوانب كثيرة منها .
ولاعجب ان عمل الشهيد القائد خليل الوزير ابوجهاد بالمزج بين الإعلام والشؤون الفكرية وبين النضال والعمليات العسكرية والنضال ضد المحتلين الصهاينة ولعل اكثر من كان له اتصال فكري وتنظيمي مع كل القطاعات والمستويات كان ابوجهاد رحمه الله .
وللاسف قيادة فتح التي سبقت الجميع بمعرفة أهمية الإعلام وفهم جوانبه وكيفة التعامل معه حين فرخت مئات الكوادر الاعلاميه لينتشروا بكل بقاع الأرض وخاصة في الدول الاوربيه حينها علم الموساد الصهيوني بخطورة هؤلاء المناضلين وقام بتصفيته اغلبهم بعمليات نفذها عناصره في بروكسل وباريس ولندن وكل المدن الاوربيه رحم الله هؤلاء الشهداء جميعا حتى لا ننسى احد منهم .
اليوم فتح كتنظيم ليس لدية أي إعلام خاص به فكل إعلامه امتزج مع إعلام منظمة التحرير الفلسطينية وغابت خصوصية فتح عن الإعلام وكذلك امتزج الإعلام الفتحاوي مع اعلام السلطة الرسمي ولا يوجد أي شيء يمكن ان يتحدث بخصوصية عن حركة فتح .
متى سيصبح هناك إعلام خاص لحركة فتح لا احد يعلم فكل من تسلم مهام هذه المفوضية لم ينجح بها ولم يستطع ان يخرج من دائرة العام الى دائرة الخاص الفتحاوي لكي يشعر ابناء الحركه بخصوصيتهم كفصيل له رؤيته وتوجهه اختلافه وتأييد لأي موقف من خلال إعلامه .
يتمنى أبناء حركة فتح ان يكون لهم فضائيه تنطق باسمهم وراديو وصحيفة يوميه ومجلة أسبوعيه ومركز أبحاث ومواقع على الانترنت وكل أنواع الإعلام الجديد يتخصص فيها احد قياداتها ويتفرغ لهذه المهمة ويحاول صياغة تاريخ هذه الحركة العملاقة ووضعه بين ايدي الجيل الجديد الذي يسمع ولا يعرف عن فتح الكثير .
في ذكرى انطلاقة العدد الأول من مجلة فلسطيننا بعد أكثر من 52 عام نستذكر فلسطين الثورة ومجلة البلاد وفتح الثورة ومجلة العودة والبنادر السياسي وصحف الفجر والشعب وكل المجلات والصحف الفلسطينية التي كان لها دور رائد في نقل الحدث الفلسطيني كل التحيه إلى فرسان الكلمة الأوائل والرحمة على من غادرنا منهم والأمل بان يكون لفتح إعلامها الخاص جدا .