الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ذكراها هل لازالت مستمرة

0
603


كتب هشام ساق الله – بدا شعبنا انتفاضته الثانية بضرب ارئيل شارون المجرم الصهيوني بالنعال وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم جماهيريه في كل بقعة من بقاع وطننا المحتل حتى أصبحت عمليات استشهادية داخل الكيان نفذها شابات وشبان أبطال أوقعوا الخسائر الهائلة والرعب في صفوف الكيان الصهيوني حتى أصبحت عمليات إطلاق للصواريخ حسب ردات الفعل على الأحداث والبعض يهدد بانطلاق انتفاضه ثالثه لا احد يعرف متى ستندلع ولكن هذه الانتفاضة حتى الان لم يسدل الستار عليها وهي مستمرة بالتاريخ الفلسطيني .

قيل الكثير الكثير عن هذه الانتفاضة فقد مدحها الكثيرون وعدد جوانبها الايجابية وما عادت على شعبنا من نتائج وانجازات وانتقدها آخرين عددوا ما خربت على شعبنا بالمجال الاقتصادي والسيادة الوطنيه وحصارها لشعبنا الفلسطيني وإعطائها لدولة الكيان المبررات التي استطاعت ان تؤجل وتهرب من استحقاقات تاريخيه بحجة ممارسة المقاومة والتخلي عن السلام الموقع .

أيا كانت تلك المواقف فنحن في صراع مع هذا الكيان الصهيوني حتى قيام الساعة وبالنهايه سننتصر عليه وسينطق الحجر والشجر ويدلان على الصهاينة في كل فلسطين هذه حقيقة تاريخيه وستصدق ان شاء الله لانها جزء من عقيدتنا الاسلاميه .

فالانتفاضات التي تحدث على طريق تحقيق الحقيقة ألقرانيه انما هي تصلب من شعبنا وتقوي من عزيمته على طريق ان يتشكل المجتمع الإسلامي القوي الذي يمكن ان ينتصر على هذا الكيان الغاصب ويكون بحق راس الحربه للامه الاسلاميه والعربيه ويكون المجتمع متاخي متحاب قوي يستطيع تجاوز كل المحن والعقبات.

ألانتفاضه الثالثة وربما المائة في تاريخ شعبنا للوصول الى حلم الانعتاق والتحرر من كل انواع الاحتلال هي قدر ونصيب شعبنا الفلسطيني الذي يعيش في منطقه كتب الله عليها الرباط الى يوم الدين ومقارعة اعداء الله طوال ماقدر الله من عمر وسنوات جيل يتبع جيل اخر حتى نصل الى الجيل الذي سينتصر ويرفع راية لا اله الا الله .

هناك كثيرون سيسقطون في تلك المعارك ويعاد صياغتهم بالأحداث والفتن من جديد حتى نصل الى المجتمع المشابه لمجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انتصر على الكفار وغلبت الفئه القليله المؤمنه كل تلك الجيوش وسادت واقامت دولة العدل والاسلام .

ولكن الأهم ان دولة إسرائيل هذه الدولة المعتديه تدفع نفسها لتطبيق الحقيقة القرانيه باقامة الجدار العازل بين القرى الفلسطينية وسرق الأراضي وتصادرها كإحدى اهم النتائج لتلك الانتفاضة وتقاتل من خلف جدر حتى يتحقق وعد الله وتتصلب الامه وتصبح حسب الوعد القراني وتطابق الجيل الذي انتصر بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهزم كل المعتدين وتقيم دولة العدل والاسلام .

ففي هذه المناسبة الخالدة على قلوب كل ابناء شعبنا نوجه تحيه الى الذين لازالوا على العهد عهد الشهداء باستمرار المقاومة المسلحة وباستمرار كل اشكال النضال ضد المحتلين الصهاينه حتى يتحقق حلم الشهداء بدوله كاملة السياده عاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني .

رحم الله الشهداء جميعا وشفى الله الجرحى واثابهم على صبرهم الطويل ومعاناتهم من جراء تلك الاصابات وفك اسر جميع الاسرى الفلسطينيين والعرب من سجون الكيان الصهيوني وعوض الله جميع من فقد ارضه وبيته وخسر باعماله وتجارته على طريق تصليب هذه الامه وولادة جيل قوي يستطيع ان يطلق انتفاضه ثالثه بشكل سليم يتجاوز اخطاء الانتفاضتين الاولى والثانيه .

28أيلول/سبتمبر 2000
اندلاع انتفاضة الأقصى.

أرئيل شارون يقتحم المسجد الأقصى والمصلون يهبون لمنعه من الوصول إلى المصلى المرواني. وباحات المسجد الأقصى تشهد مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعدد من الجنود الإسرائيليين. وفي اليوم التالي تصاعد الغضب من الانتهاك الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية ، واشتدت المواجهة حيث سقط في اليوم الثاني تسعة شهداء فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندما هبت جموع غفيرة من المواطنين للدفاع عن الأقصى وحمايته من تدنيس الاحتلال، وقد تصاعدت الإحداث يوماً بعد يوم إلى أن تطورت إلى صدامات مسلحة عنيفة استخدم فيها جيش الاحتلال مختلف أنواع الأسلحة، واجتاح مناطق السلطة الوطنية ودمر مؤسساتها العسكرية والمدنية والعديد من البنى التحية، واجتاح الضفة الغربية في عملية عسكرية واسعة سميت بعملية ” الدرع الواقي” قتل خلالها آلاف المواطنين واعتقل عشرات الآلاف، واستخدمت إسرائيل خلال الانتفاضة أسلوب الاغتيال السياسي وطالت شخصيات قيادية بارزة من بينها ابو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والشيخ احمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، كما اعتقلت عدداً من القيادات الأخرى من بينها القائد النائب في المجلس التشريعي مروان البرغوثي والنائب حسام خضر وعضو اللجنة التنفيذية القائد عبد الرحيم ملوح ، والقيادي في جبهة التحرير العربية ركاد سالم.
وخلال سنوات الانتفاضة حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرئيس ياسر عرفات في مقره في رام الله، ودمرته في محاولة لقتله أو إبعاده خارج الوطن، وحينها قال الزعيم عرفات قولته الشهيرة: ” يريدوني قتيلاً أو طريداً أو أسيراً، وأنا أقول لهم شهيداً .
شهيداً .
شهيداً” ، وبالفعل لم يغادر الرئيس مقره المدمر الا في رحلة العلاج إلى فرنسا حيث انتقل إلى جوار ربه شهيداً، وأعيد جثمانه الطاهر ليدفن في مقر حصاره في المقاطعة ( مقر الرئاسة في رام الله) الذي بات رمزاً من رموز الصمود والتصدي بوجه المحتل والإصرار على نيل الحقوق الوطنية المشروعة.