كتب هشام ساق الله – من لا يعرفه في قطاع غزه من رفح حتى بيت حانون الصحافي خميس حافظ الترك ابونادر هذا الرجل الذي لازال رغم تقدمه بالسن شابا ونشيطا يواصل العطاء والإبداع ويحمل رسالة وطنيه سامية أينما تذهب تجده في كل مناسبة وطنيه يكون موجود .
ابونادر عرفته في منتصف الثمانينات حين كان يعمل في مقر جريدة القدس بمدينة غزه وكتب الصحافي المرحوم حسن الوحيدي عضو الهيئه الاداريه لرابطة الصحفيين بالاراضي المحتله وأصبح مراسلا لصحيفة النهار ألمقدسيه وكان يجوب مدينة غزه بحثا عن الأخبار لا تذهب الى أي مكان الا وتراه رجل نقش اسمه وعلاقاته مع الناس بوجوده على رأس الحدث الفلسطيني ومكانه .
مكتبه بعمارة السقا مقابل توكيلات السامر أكل من أقدامنا راقه ونحن نذهب اليه في الشتاء والصيف فهو المكان الذي يحلو لي ان اجلس به وكنت يومها هاويا للصحافة ومتطوعا فيها أحاول ان اخدم وطني وقضيتي من خلال الإعلام وكان دائما ابونادر يفتح ذراعيه لاستقبال زواره وكل المتطوعين معه ولم اكن انا فقط بل كان هناك عشرات الكوادر والشبان الذين وفر لهم ابونادر المكان لكي يخدموا قضيتهم ووطنهم .
هذا الرجل الذي بجيبه ليس ملكه كان ولا يزال رجلا كريما يعطي بلا حدود فمهنة الصحافة أرجعته ماليا سنوات الى الخلف رغم ان البعض اصبح مليونيرا منها فكان ينفق أكثر مما يدخل عليه يتصل بتونس وبقيادة حركة فتح بمصر وباي مكان يعطي ويعمل رجل صاحب مبادئ وطنيه عاليه يحلم كثيرا بتحقيق الأفضل ويعمل كثيرا لهذه الفكرة الكبيره وهي حق العوده وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس .
كثيرا ما اختلفت معه وتطاوشنا ورفعنا اصواتنا على بعض بالنقاش ولكني احبه واحترمه وبالنهايه الخلاف لا يفسد للود قضيه فانا كنت دائما اقول اني من خريجي المدرسه الخميسيه للصحافه في غزه واني تعلمت كثيرا مهنة الصحافه في مكتب ابونادر وعرفت كيف يكون معنى العطاء بلا حدود مع هذا الرجل الرائع الذي ساظل احبه حتى اخر يوم في حياتي .
هذا الرجل مع وصول السلطه عمل كموظف فيها ولكنه لم يعطوه حقه حين تم تحويله الى التقاعد لبلوغه سن الستين فلم يكن قد امضى السنوات المطلوبه لمؤسسة التامين والمعاشات ولم يساعده احد ممن ساعدهم دوما وهم بالغربة والشتات وجعل من هاتفه عنوان لهم وأداة اتصال مع أهلهم بتونس ومصر وغيرها هذا الرجل المخلص الذي ناشد الجميع بالوقوف معه ومساعدته في ان ياخذ الحد الادنى من حقه واحتساب سنوات ماضيه عمل فيه بالثوره الفلسطينيه ولم يتم احتسابها في راتبه .
رغم انه يتقاضى الان راتب لا يستطيع ان يعيش من خلاله هو واسرته بكرامه وخاصه وان لديه بنات يدرسن بالجامعات وخريجات عاطلات عن العمل الا انه يواصل عمله وعطائه اللا محدود ويتواجد بكل مكان يوجد فيه عمل وطني وأداء للواجب لا يتوانى عن فعل أي شيء دائما يقترح ويدعو الى عمل الأفضل تربطه علاقات بكل القيادات من مختلف التنظيمات يمازحه بالكلمات والاسئله والقفشات الجميله .
لانه عفيف ومحترم لا يساعده احد ولم يسمع لشكواه الذي لم يقولها الا للقليل لخجله ان يطلب من احد أي شيء الا انه لازال بكامل قواه ونشاطه يمشي ويمشي وانا لا ابالغ فابونادر يمشي مثل قاطرة او سيارة ان كان الهدف الوصول الى خبر او وصول لحضور فعاليه وطنيه في أي مكان .
واليوم بذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني قام الزميل والاخ العزيز خميس الترك الذي ارتدى العلم الوطني الفلسطيني ، وحمل جواز سفره وهويته الشخصية ، تعبيراً عن حقه بالحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ، ووجه كلمة الى حركة حماس ، طالبها بضرورة تجاوز الانقسام الداخلي والتعجل بتطبيق المصالحة ، والموافقة على ما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس الذي لاقى تأييداً واسعاً على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي والمحلي .
من منا لديه جرأة وقدرات ابونادر على عمل مثل هذا العمل عشت لنا ايها الزميل والقائد والمعلم المبدع قدوه حسنه نتعلم منك دائما ومنحك الله الصحة والعافية والقدرة على العطاء كما كنت دوما منذ ان عرفتك .