كتب هشام ساق الله – اتفاق أوسلو سيء الصيت كما اعتاد كل المنتقدين له على وصفه بهذا الوصف وبأقبح من هذا أيضا فقد تباري الجميع من اليسار إلى اليمين على نعته بأفظع النعوت واتهموا موقعيه على أنهم باعوا قضية فلسطين وأنهم خانوا عهد الشهداء ووصفه الآخرين بأنه اتفاق يعيدنا إلى أول الوطن وبداية الدولة ونقل المعركة الى داخل الوطن مع الكيان الصهيوني .
هذا الاتفاق الذي وقع في حديقة البيت الأبيض بين إسحاق رابين والشهيد الرئيس ياسر عرفات بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وعدد كبير من رؤساء العالم وسفراء الدول بالولايات المتحدة الامريكيه وسط تغطيه إعلاميه كبيره عن هذا الحدث الغير عادي في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني .
اتفقت الأطراف المؤيدة والمعارضة اتفاق جازم بان يكون هناك إضراب شامل وكامل يمنع بموجبه أي سيارة تتحرك في الشوارع الرئيسية واشرف على تنفيذ هذا الاتفاق المعارضين للاتفاق حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل اليسارية حتى الساعة 3 عصرا وان تخرج المسيرات المؤيدة لهذا الاتفاق بعد الساعة الثالثة وفعلا التزم الجميع بما تم الاتفاق عليه .
خرجت مسيرات حاشده كبيره انطلقت من كل مدن ومخيمات الوطن لتعلن تأييدها للاتفاق الذي سيعيد رجال المقاومة ومنظمة التحرير من الخارج وكذلك البدء بخروج القوات الاسرائيليه من المناطق الفلسطينية ودخول القوات الفلسطينية مكانها فقد كانت تقتضي الاتفاقية ان تبدأ العملية بغزه ثم أريحا ومن ثم إلى باقي المدن الفلسطيينيه .
استمرت تلك المسيرات حتى ساعات المساء وكانت انفعاليه كبيره حتى المعارضين لها خرجوا ليشاهدوا التظاهرات التي حدثت بهذا اليوم وانقضى اليوم بهدوء وسلام وأمان ودون حدوث أي إشكاليه داخليه بين الفلسطينيين وبدا الجميع ينتظر بدء تنفيذ الاتفاق .
اختلف الكثيرون بهذا الاتفاق وعلى كيفية توقيعه ولماذا تم توقيعه ومهما كان الذي قيل فقد استفاد منه المعارضين للاتفاق كثيرا وتمتعوا بغياب الاحتلال عن قطاع غزه واستفاد البعض بعودة كوادرهم الى الوطن ومشاهدة أهالهم وعائلاتهم وأقاربهم وكذلك بموجب هذا الاتفاق السيئ الصيت والسمعة فازت حماس في انتخابات التشريعي الثانية وأصبح مؤيديها على رأس الحكومه الفلسطينيه بعد ان تم تكليف إسماعيل هنيه بتشكيل حكومة الوحده الوطنيه والحكومه التي تلتها ومن ثم الانقسام الفلسطيني الذي وصلت فيه حماس الى الحكم وإقامة حكومة غزه التي تحكم ألان قطاع غزه .
أردنا ان نتذكر وقائع هذا الاتفاق لأنه تم وحدث منذ ثمانية عشر عام حتى نستذكر ما حدث بين التوقيع والا من أحداث ونستذكر الشهداء ونعيد عجلة التاريخ في عقولنا ونتذكر كل ما جرى وما قيل فيه.
حتى ألان لم نصل الى إقامة ألدوله الفلسطينية على ترابنا الوطني وحتى ألان لم تنسحب إسرائيل من مدن الضفة الغربية ولازالت تعود بحملات يوميه وتعتقل الفلسطيين دون احترام لسيادة السلطة ولازالت إسرائيل تستهدف عناصر الأمن الوطني والشرطه وتطالب بالتنسيق الأمني ولازالت إسرائيل تنتهك حرمة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزه وتغير وتقتل كل من تريده بدون أي تخوف او احترام للاتفاقيات ألموقعه مع منظمة التحرير الفلسطينية .
ولازالت اسرائيل تمارس حوار الطرشان مع الفلسطينيين وتطالب بالعودة الى طاولة المفاوضات لتحقق رقم قياس في عدد سنوات المفاوضات وتزيد من ساعات اللقاء مع الفلسطيين حتى يخفض الفلسطيين سقف مطالبهم اكثر واكثر .
المطارده الساخنه وتبادل الأراضي والقدس فوق وتحت الأرض وأشياء كثيره من المصطلحات التي نجمت عن تلك المفاوضات التي جرت مع الفلسطينيين وهناك تفاهمات كثيرة تحتاج الى ان تقوم بتنفيذها إسرائيل وتلتزم بتنفيذ اتفاقيات كثيرة تم توقيعها بعد اتفاق اوسلو في القاهره والولايات المتحده ولانعلم كم اتفاف سيتم التوقيع عليه حتى ينتهى الصراع مع الكيان الصهيوني والعملية جاريه ونذكركم بما جاء فيه اتفاق اوسلوا سيء الصيت والسمعة .
13 أيلول/سبتمبر 1993
توقيع اتفاق ” إعلان المبادئ” الفلسطيني الإسرائيلي “اتفاقية أوسلو أ” في البيت الأبيض بواشنطن، فقد وقع الاتفاق الذي عرف باسم “غزة وأريحا أولاً” كل من رئيس دائرة الشؤون القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس “أبو مازن” ووزير الخارجية الإسرائيلي السيد شيمون بيريز ، واختار الاتفاق مدن غزة وأريحا كمناطق نموذجية لإقامة الحكم الذاتي في البداية، على أن يمتد إلى باقي الأراضي الفلسطينية بعد المفاوضات.
واتفاق السلام هو إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية حيث اتفقت حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثل الشعب الفلسطيني على انه آن الأوان لوضع حد لعقود من المواجهات والصراع والاعتراف المتبادل لحقوقهم السياسية والشرعية ولتحقيق تعايش سلمي وكرامة وامن متبادل والوصول إلى تسوية والوصول إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السلمية المتفق عليها واهم البنود الرئيسية في الاتفاق:-
-هدف المفاوضات تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية- المجلس المنتخب ( المجلس التشريعي) للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس الأمن رقم 242 و338
– الانتخابات
* أن يمثلوا أنفسهم وفق المبادئ الديمقراطية، سيتم إجراء انتخابات سياسية عامة مباشرة وحرة لانتخاب المجلس في ظل إشراف متفق عليه تحت مراقبة دولية ، في الوقت الذي ستحافظ فيه الشرطة الفلسطينية على النظام العام.
* ستشكل هذه الانتخابات خطوة أولية انتقالية هامة باتجاه الاعتراف بالحقوق الشرعية والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني .
-الولاية ، ستشمل ولاية المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات الوضع النهائي . حيث ينظر الطرفان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة، والتي سيحافظ على وحدتها خلال الفترة الانتقالية .
– الفترة الانتقالية ومفاوضات الوضع النهائي
1- ستبدأ مرحلة الخمس سنوات الانتقالية حال الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا.
2- ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي في اقرب وقت ممكن على ان لا يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة الانتقالية بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني.
3- من المفهوم ان هذه المفاوضات ستغطي قضايا متبقية لتشمل القدس ، اللاجئين ، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود ، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين ، وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة.
-نقل الصلاحيات والمسؤوليات التمهيدية، فمع دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل السلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولين بهذه المهمة كما هو موضح هنا، وستكون طبيعة هذا النقل أولية حتى إنشاء المجلس.
– النظام العام والأمن ،، من اجل ضمان النظام العام والأمن الداخلي لفلسطيني الضفة وقطاع غزة سيشكل المجلس قوة شرطة فلسطينية قوية، بينما تواصل إسرائيل تحمل مسؤولية الدفاع ضد المخاطر الخارجية وكذلك مسؤولية امن الإسرائيليين العام بغرض حماية أمنهم والنظام العام. – القوانين والأوامر العسكرية
1-سيخول المجلس بالتشريع وفق الاتفاقية الانتقالية في كل الصلاحيات المنقولة إليه .
2- سينظر الطرفان معاً في القوانين والأوامر العسكرية المتداولة حالياً في المجالات المتبقية.
– إعادة انتشار القوات الإسرائيلية ، بعد دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ ليس ابعد من عشية انتخابات المجلس سيتم إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.