كتب هشام ساق الله – لقاء بعد غياب طويل جرى بين الباحث عبد الناصر فروانه لشؤون الأسرى وابنته المريضة بمرض سرطان الدم بعد فراق استمر ستة شهور قضتها ولازالت في مستشفى اخلف داخل فلسطين التاريخية جرى هذا اللقاء العاصف الذي ابكي الاثنان في غرفه معزولة بسبب عزلها بعد ان قام الأطباء بإجراء زراعه للخلايا الجذعيه والتي تم أخذها من شقيقها عوني البالغ من العمر 8 أعوام لمطابقة خلاياها معها .
منذ ساعات الصباح اتصل احد موظفي وزارة الشؤون المدنية والتنسيق بالأخ ابوعوني وابلغه بأنه يستطيع اليوم الخروج الى حاجز بيت حانون وهناك تصريح وتنسيق موجود له وغادر قطاع غزه متوجها إلى مستشفى اخلف لمقابلة ابنته وزوجته وأمه وابنه عوني في مستشفى اخلف الصهيوني بعد غياب طويل بينهم .
وكم كان اللقاء عاصف وذو شجون فقد التقى أم أولاده زوجته ام عوني بعد ستة شهور من غيابه عنها و التى كانت الي جانبها ولدته المناضلة أم عبد الناصر هذه المراه الصابرة التي كانت الأم والأب لولديها في غياب والدهم الحاج ابو العبد الذي اعتقل 17 عام في سجون الاحتلال الصهيوني .
فأم العبد موجودة بالمستشفى منذ 40 يوما هي وحفيدها عوني الذي تم سحب الخلايا ألجذعيه منه لكي يتم حقنها في نخاع شقيقته مها التي تطابقت مع خلاياه بعد إجراء فحوصات كثيرة للاثنين معا وكان يتوجب ان يعود عوني إلى مدرسته التي بدأت قبل يومين .
اللقاء الأصعب الذي جرى بين ابوعوني وابنته المريضة مها والذي يصادف عيد ميلادها الحادي عشرمن هذا الشهر حيث لم تكن مها تستطيع الحديث مع ابيها بسبب وجود التهابات حاده في فمها نتيجة عدم وجود مناعه لديها وبسبب الإرهاق التي تعانيه من جراء زراعة الخلايا الجذعيه في جسدها وقد بكت لعدم استطاعتها ملامسة والدها .
ارتدى عبد الناصر ثوب خاص للدخول الى الغرفه المعقمه ووضع على راسه قبعه وتم تعقيمه قبل الدخول لكون الغرفة محمية ومعقمه وتبادلا الحديث بالاشاره وبعض الكلمات التي كانت تخرج من فم مها المريض بصعوبه كبيره وهو لم يتمالك نفسه وبكى ولكن صمد بقوه حتى لا يؤثر على معنويات محبوبته المريضة التي تعاني الكثير وكان لبكائها اثر كبير وهو تالم انه لم يتمكن من احتضانه وتقبيلها .
امضي عبد الناصر 4 ساعات بصحبة العائلة واضطر إلى اصطحاب والدته وابنه عوني والعودة بهما الى غزه حتى يتمكن صغيره من الالتحاق بصفه ومدرسته وكذلك والدته التي ترغب بوداع ابنتها مها الكبيرة التي سمى عبد الناصر ابنته على اسمها بسبب المرض وذهابها لرحلة علاج في القاهرة .
عاد عبد الناصر سعيد من اللقاء والاطمئنان على ابنته العزيزه الغاليه وعادت دورة الحياه من جديد له برعاية أبنائه الاربعه بسبب غياب والدتهم في المستشفى الى جانب العزيزه مهى حتى تتمكن من الشفاء وتتجاوز عملية الزراعه لها والعودة الى غزه متعافية ان شاء الله .
تلك الزيارة لم تكن كافيه ويتوجب على الاخوه في وزارة التنسيق والارتباط عمل تصريح أخر للاخ ابوعوني ليتمكن من زيارة مهى مره اخرى وإهدائها الهدية التي طلبتها بمناسبة عيد ميلادها وهو جوال من نوع نوكيا ان 8 التي شاهدته مع زميلاتها المرضى في المستشفى وطالبت والدها بمثله.
وسيعاود الأخ ابوعوني للمطالبة بالحصول على تصريح اخر خلال الأسابيع القادمة ليزور محبوبته مها في مستشفاها فالزيارة حسبما أكد الأطباء له تساعدها على الشفاء وترفع معنوياتها كثيرا وتسهل عملية العلاج الصعبة الذي تتلقاه مها وهذا يفيدها بشكل كبير ونأمل ان يتم تكرار عمل تصريح له من جديد فقد ثبت انه غير ممنوع امنيا كما كان يقال له وبإمكانه السفر إن تم عمل تصريح له .